راي

سلسلة المواقف الرحيمة في زمن الشدة العزف على الأوتار ــ يس الباقر ــ توفير المياه بالجزيرة مابين الواقع والمستحيل! ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

*يس الباقر
عاشت ولاية الجزيرة ومدينة ودمدني قبل تحريرها بواسطة القوات المسلحة فترات عصيبة وعاش الناس بداخلها حالة من العناء والتعب في الحصول على أبسط مقومات الحياة لامواصلات ولاتعليم ولا صحة ألهم إلا بعض الذين تطوعوا في بعض المدارس والمراكز لتقديم خدمة للناس وكان الحصول على مطلوبات الحياة صعبا وقاسيا فالمعنأة كانت تأتي من أوجه عدة أولها إنعدام الأمن وأخرها صعوبة الحصول على جرعة ماء والتي تفاقمت أزمتها بعد فقدان الناس للكهرباء بعد تدمير الكثير من محطات الكهرباء وسرقة المئات من محطات الطاقة الشمسية.
فالشاهد أن هذا الواقع الذي عايشه الناس في ولاية الجزيرة كان واقعا صعبا لجهة أن الماء يعتبر واحد من أهم الموارد التي ترتبط بحياة الناس وفي سبيل الحصول عليه سعت الكثير من اللجان بالأحياء والخيريين والمغتربيين لدعم هذا القطاع بتوفير الوقود لمحطات المياه وساهمت هذه المبادرات التي قادها بعضا من هم موجودين بالأحياء في حل بعض مشاكل المياه جزئيا وأحيانا لفترات محددة وبأيام محددة،أما ماتبقي منهم كان ركوب الصف لساعات طويلة أهون له فهو الخيار الثاني للحصول على الماء في ظل وصول سعر البرميل إلى ٧ألف جنيه وهي لم تكن متاحة لأغلب الناس الذين جعلتهم الحرب عطالة وبلا عمل.
وبعد تحرير مدينة ودمدني بأيام قادتي بعض مطالب أهل الحي بالذهاب إلى أمانة حكومة الولاية وفي الأمانة قابلت الوزير أبوبكر عبدالله وسألته عن مشكلة المياه بإعتبارها القضية الأولي الأهم والهاجس الأول للناس..فقال لي سنعيد كل محطات الطاقة التي نهبت إلى العمل قريبا، ولأن حجم الضرر كان كبيرا على هذا القطاع بل كل القطاعات كالكهرباء والصحة والتعليم ومع فقدان الولاية لأغلب مواردها لم أستبعد حديث الوزير ولكني بالطبع أنظر لمعادلة المال والإمكانيات المادية مابين الممكن والمستحيل..
فالممكن أن الوزير المهندس أبوبكر شهدت فترته تركيب منظمومات الطاقة الشمسية لمئات القري والأحياء لحل مشكلة شح المياه وذلك بسبب إنقطاع الكهرباء حينا والزيادة السكانية التي شهدتها الولاية بعد حالات النزوح من ولاية الخرطوم حينا ٱخر.
أما المستحيل من واقع فقدان الموارد وضعف الدعم الإتحادي لهذه الولاية التي ظلت لسنوات تعتمد على مواردها وتحويل الميزانية لميزانية حرب.
فحديث الوزير بهذه الثقة أعتقد أنه كان مفتاحا مهما لإنجاح خطوات إعادة تشغيل محطات المياه بالطاقة الشمسية وفي أقل من شهرين من تحرير مدينة ودمدني تم تركيب كل وحدات الطاقة الشمسية بهذه المدينة وطوت صفحة مهمة من صفحات هذا المورد المهم وأعتقد أن الأن وبعد تشغيل محطة مياه مدينة ودمدني ستحل كل مشاكل المياه داخل هذه المدينة،أما فيما يختص بالولاية فإنه أيضا تم تركيب المئات من وحدات الطاقة لمصادر المياه وجارئ العمل في مد القطاع الصحي والذي بداء بالمستشفيات بوحدات الطاقة.
هذا بخلاف جهود الولاية في توفير كميات كبيرة من المحولات وزيوتها.
فالأن أعتقد أنه بعد هذا المجهود الكبير من وزارة التخطيط العمراني ومن خلفها حكومة الولاية قد وصلت مشكلتي الكهرباء والمياه إلى نهايتهما ونأمل بعد ذلك والخريف على الأبواب أن يمضي هذا الوزير وطاقم وزارته بنفس هذه العزيمة والنجاح إلى قطاع ٱخر من مصارف وطرق ومياه وإزالة مظاهر العشوائيات حول المدن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى