“سابا” تقود جهود إنقاذ النظام الصحي: خطة استراتيجية لإعادة تشغيل المؤسسات وتأهيل الكوادر — تجمع الأطباء السودانيين بأمريكا يخصص العمل الجماعي لإحياء ما دمرته الحرب.. ويشدد على دعم البحوث التطبيقية — الخرطوم :محمد مصطفى
بعانخي برس

الخرطوم :محمد مصطفى
أكد تجمع الأطباء السودانيين بالولايات المتحدة (سابا) التزامه الأخلاقي بدعم وإسناد النظام الصحي في السودان، وكشف عن رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة إعمار وتأهيل المؤسسات الصحية المتضررة، بالتركيز على العمل الجماعي ومواجهة تحدي هجرة الكوادر.
جاء ذلك خلال المنبر الإعلامي الأول للمنظمة، حيث استعرض قيادات “سابا” شراكاتها مع وزارة الصحة الاتحادية وولاية الخرطوم وشركاء دوليين لتقديم الخدمات وتحقيق العدالة في التوزيع.
التحديات والأولويات الاستراتيجية
كشف الدكتور محمد الأمين، المدير الإقليمي لأفريقيا في “سابا”، أن أولويات المنظمة تتمثل في تحقيق العدالة في تقديم الخدمات من خلال عدة محاور، أبرزها:
إعادة تشغيل المؤسسات الصحية: تمثل إعادة تشغيل المستشفيات التحدي الأكبر بعد الدمار الذي لحق بها.
الكوادر الصحية: العمل على تشجيع الكوادر الموجودة والحفاظ عليها، وتشجيع الكوادر المهاجرة للمساهمة عبر المبادرات والبعثات الطبية الزائرة لمواجهة العجز الكبير.
دعم البحوث: دعم البحوث التطبيقية في مجال تعزيز النظام الصحي لتطوير السياسات والاستراتيجيات المبنية على الأدلة، ومواصلة التوسع في العمل المؤسسي خاصة في مناطق الهشاشة.
وأشار الأمين إلى وجود موارد تحتاج إلى تحريك بمزيد من الجهود، لافتاً إلى أن المنظمة تمتلك مكاتب فاعلة في تشاد ويوغندا لدعم عملها الإقليمي.
مسار الدعم والتدخلات الإنسانية
من جهته، أكد الدكتور فيصل أحمد النور، المدير القطري لـ “سابا”، أن المنظمة وثّقت لأصعب المراحل التي مرت بها البلاد ولم تتردد في تشغيل ما دمرته الحرب.
وأوضح النور التسلسل الزمني لنشاط المنظمة، مشيراً إلى أنها بدأت عملها في السودان عام 2019، وكثفت دعمها خلال جائحة كورونا عام 2021 بتوفير الأوكسجين والاحتياجات الطبية العاجلة لوزارة الصحة الاتحادية.
ومع اندلاع الحرب في أبريل 2023، كثفت “سابا” تدخلاتها الإنسانية:
الخرطوم: دعمت مستشفيات النو، السعودي، والبلك للأطفال التي توقفت، وقدمت خدمات النساء والتوليد وعمليات جراحية مجانية.
ولاية الجزيرة: في يونيو 2023، أسست أول مكتب لها في ود مدني، حيث أقامت مستشفى خاصاً للنازحين بتقديم خدمات مجانية وعيادات ثابتة وجوالة.
التوسع: بعد اجتياح ود مدني، انتقلت المنظمة إلى بورتسودان ووسعت خدماتها لتشمل ولايات الخرطوم، القضارف، والجزيرة.
من الخدمات المباشرة إلى الدعم التنموي
أشار الدكتور النور إلى أن “سابا” تحولت من تقديم الخدمات المباشرة إلى دعم النظام الصحي عبر شراكات مع الوزارة الاتحادية والوزارات الولائية، ومنظمات أممية (كاليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية). وشملت هذه الجهود تمويل أنشطة الوزارة، وتدريب وتأهيل الكوادر، وتقديم الخدمات في ولايات سنار، النيل الأبيض، القضارف، والبحر الأحمر.
وأكد النور أن “سابا” تُعد من المنظمات القليلة التي تعمل في المجال التنموي إلى جانب العمل الإنساني، حيث تشمل تدخلاتها تأهيل المستشفيات وتحسين بيئة العمل، كما حدث في مستشفيات البلك، الفتح، والشهيد، وغيرها من المرافق التي كانت تحت الحصار.
شمولية البرامج في ظل أزمة النزوح
من جانبه، وصف كباشي هاشم، مدير البرامج بالمنظمة، الأزمة الراهنة بأنها “حرب منسية عالمياً” تسببت في أزمة نزوح حادة.
وأوضح هاشم أن المنظمة تعمل ضمن محاور متكاملة تشمل: الصحة، الحماية، الطوارئ، المياه والبيئة، ودعم الغذاء. وكشف عن تنفيذ 35 مشروعاً منذ بداية عام 2024، تضمنت تقديم الخدمات الصحية عبر العيادات الجوالة، وتوفير المياه والمواد الغذائية، إضافة إلى الدعم النفسي للمجتمعات المتأثرة بالنزاعات.





