كتابات حرة
ريم عثمان
ارفعوا أيديكم عن المغنيين .
حملات أنتقاد قوية تطال كل مغني يشارك في حفلة أو نشاط غنائي، تحمل في طياتها أتهامات بعدم التقدير لأوضاع البلاد وظروف أهلها وقد تصل حتى للاتهام بعدم الوطنية.
دعونا نسأل أنفسنا هل توقفنا عن الأكل والشرب؟ هل توقفنا عن البحث عن مصدر لرزقنا بعد أن تقطعت بنا الأسباب وأصبحنا بين ليلة وضحاها مشتتين دون مقتناياتنا ومصادر أرزاقنا؟ هل ولأنهم يمتهنون مهنة تبعث الفرح عليهم أن يتضوروا جوعاً وأن يلتزموا أماكنهم دون السعي لأرزاقهم؟ مالكم كيف تحكمون!
لندع كل أنسان يسعي لمعالجة مشكلاته الشخصية دون فرض وصاية على أحد، الجميع عاني ويعاني ولا أمل في معالجات دولية أو حتى محلية، وقد انتشر المتضررون المقيمون في مناطق الحرب في داخل وخارج البلاد دون أي معين لهم فاقدين كل ما يخصهم، وقامت المساعي الأنسانية لدعمهم لكنها وإن لم تكن قد توقفت فأنها لابد ستتوقف لأن الحرب وظروفها قد أثرت على الجميع وأصبح الغالبية دون مصدر رزق، لذا وجب عليهم استيعاب ما حدث والبحث عن مصادر الرزق الحلال كل حسب امكانياته ومجاله.
وقد قرأت تعليق في موضوع عن أقامة الحفلات يطالب فيه أحدهم المغنيين بدعم لمتضرري الحرب وكأن هؤلاء المغنيين أستثناء عن الجميع، لندعهم في سعيهم لايجاد رزقهم أولاً ثم لنطالبهم بالمنح بعد ذلك.
لنركز على أزماتنا ونتدبر سبلنا لمعالجتها ولنترك الوصاية على الآخريين، ونتمني للجميع التوفيق في كل الفرصة المتاحة لهم للعيش بكرامة.