راي

د/عبدالرحمن عيسي يكتب ..والي الجزيرة بين مطرقة المتناقضان وسندان التحديات الجسام _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

عجائب الأمور تتجلى في خواتيم الزمان،، و اظنها لاحت في الأفق كحال الشمس ان كنتم تُبصرون!!!

منذ نعومة اظافرنا اخبرونا، وايقنا تماماً بأن حالة التناقضات التي جعلت اليمين واليسار السياسي في خطوط متوازية تمنع بالتأكيد تلاقيهم في نقطة واحدة، ولكن يبدو أن القراءة كانت خاطئة، او ربما هناك قاسم مشترك بإمكانه إسقاط القواعد والمسلمات والهيمنة عليهما…

الجزيرة أرض العجائب فأرضها تُخرج القطن والقمح واللوبيا معاً،، لذلك بإمكانها إنتاج الهجين السياسي الذي تستعصي مفاهيم الايدلوجيا ترويضه مهما كانت أمكانياتها..

ربما وكما أشرنا في بداية حديثنا أن لعلامات آخر الزمان دور بارز في جمع المتناقضات السياسية، ولأول مرة تاريخ الوطن السياسي الفاشل!!!

أمواج اليمين السياسي واليسار كذلك في حالة من الحراك ليلتقيان في الوسط بغية اغراق سفينة الولاية التي تكاد تبحر ببركة الواحد الأحد، وعزيمة أهل العزم…

هجمات إعلامية توافقية تضليلية شرسة تجتاح أركان الولاية، بغية إبعاد الوالي الحالي وحكومته، وليس العجب في المناداة بذلك، ولكن المدهش انها تأتي من الذين لم يتفقوا يوماً من أجل إصلاح الوطن وانسانه!!!

إعفاء والي الجزيرة أمر يتمناه كل من تعارضت مصالحه الشخصية مع الرجل، ولكن وإن حدث يبقى السؤال؛
ماهو البديل الآني الذي يستطيع التأقلم مع هذا الوضع المعقد والمأزوم الذي تشهده الولاية، ويشهده الوطن عموم؟؟؟

صراع المصالح الشخصية يستطيع أن يوحد بين الفرقاء، ولكن بالتأكيد إن لم يحسن إدارته سيهدم وطن لا ولاية…
فالاصوات التي تتعالى فرحاً بمجرد سماعها أن الوالي الحالي سيغادر،، فرحت من قبل عندما غادر السابقون، ولكنهم لا يستطيعون الاتيان بالبديل الامثل،، أو انهم يتعمدون إختيار حاكم بنفس مقاسهم وامانيهم،، لا مقاس الولاية وأماني شعبها..

بالأمس علت أصوات البيت اليميني الكيزاني الواحد على واليها الزبير بشير طه، بل ووصلت مرحلة العراك بالأيدي أمامه دون حياء حتى سقط الرجل مغشياً عليه من هول المصيبة، ومن ثم ذهبوا به بحجة انه سلبي، ولا يستطيع الاتيان بشيئ…

جاءهم إيلا بديلاً، فتعارضت مصالحهم الشخصية معه،، فكان الرجل دكتاتورياً متسلطاً، ومن ثم دارت المعارك داخل البيت اليميني الواحد، فتعطل المجلس التشريعي بالولاية،، واصطدم الوالي نفسه في معركة بالأيدي في إحدى محليات الولاية ومع أحد إخوته، وهكذا حتى انصرف…

حكومة الثورة الموصوفة باليسارية لم تستطيع ايدلوجياتها المتطورة أيضاً من ثنيهم الدخول في صراع المصالح الشخصية،،فتآمرت على ولاة الثورة عندما تباينت المصالح،، فلم يستقر ذاك الكنين بالرغم من مرونته وطاعته العمياء لهم،، وخرجت التظاهرات الثورية!! ضد والي الثورة الثاني حتى اجبرته على تقديم استقالته…

نحن نعلم وغيرنا أيضاً،، بأن هذه الولاية مصابة بمرض عضال يسمى بالشلليات واللوبيات المتدثرة بثياب الايدلوجيا، لتمارس صنيع الشياطين واغتيال الشخصيات التي تتعارض مع مصالحهم وارزاقهم الحرام!!!
هاهي نفس الحناجر تُطلق روائحها النتنة عبر الهواء الاسفيري بغية الاطاحة بالحكومة الحالية بالجزيرة،، وهم بالتأكيد لايمتلكون بدائل سوى التي تتوافق مع مطامعهم الهدامة…

بالتأكيد كتبنا ناصحين، مخاشنين، مغاضبين في هذه الحكومة ما لم يكتبه أحد سوانا، ولكن بغية الإصلاح والتقويم والتنبيه،، ونحن في تمام اليقين بأن لكل مرحلة متطلباتها لذلك ونحن لا نمتلك البدائل المثلى في هذه المرحلة المفصلية، لم تخط اقلامنا حرفاً نطالب فيه بإقالة أو إعفاء، ليقيننا التام أن الوالي الحالي وحكومته إن تم اعفاءهم فلن يكون ذلك سبب في انتقالهم إلى الدار الآخرة، أو سيتخطفهم طير غضب الحانقين، بل سيذهبون ليمارسوا حياتهم الطبيعية في تمام الاريحيية، بعد أن ادركوا كيفية التعامل مع الوضع الحالي المأزوم،، تاركين إنسان الولاية المغلوب على أمره يهيم في رحلة بحث عن والي جديد ليمارس التعليم في جسدهم المريض، وبعد أن يدرك مكامن المرض، يُطالب أمثال أولئك الهوانات سياسة الرفض والقبول وفقاً لمتطلباتهم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى