راي

د/ عبدالرحمن عيسي يكتب …..مادام جالون البنزين، بلغ الخمسين، حتنبشك في الجزيرة قريباً يا مسئولين بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

مادام جالون البنزين، بلغ الخمسين، حتنبشك في الجزيرة قريباً يا مسئولين

✍🏻 د. عبدالرحمن عيسى

الجزيرة وسط السودان الحصن الحصين والملاذ الآمن لكل الذين وفدوا إليها منذ زمن ليس بقريب وحتى الآن!!!
تكدس مؤخراً بالجزيرة كل الفارين من جحيم حرب الخرطوم وإزدحمت عاصمة ولايتها أيما ازدحام، والذي شارف أن يماثل يوم الحشر، واظنه يشابهه إلى حد بلاغة التشبيه!! فالكل يسعى لنفسه ولو كان على حساب غيره، والجميع يجتهد لينجو ولو تدرج الحرام…

مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة وحدها بها بالتقريب عدد ثلاثة آلاف (حافلة) وعدد ستة ألف مركبة (أمجاد)، وعدد اثنى عشرة ألف (ركشة)، وما يذيد عن الثمانية آلاف مركبة (صالون)،، يبقى العدد الكلي في المدينة بالتقريب حوالي السبعة عشر ألف،، أضف إليها موجة نزوح مركبات النقل والسيارات الملاكي من الخرطوم بنسبة تتراوح بين الخمسة وعشرين ألف إلى الثلاثين، عليه يشارف العدد نحو الخمسين ألف مركبة، تحتاج إلى التزود بالوقود بشكل يومي للكثير منها…

 

لا تكمن الخطورة هنا، ولكن الكارثة الأكبر فهي في الترهل الإداري وضعف الرقابة الأمنية في الكثير من هذه الجوانب الأمر الذي جعل الفوضى الخلاقة تطوق محطات الوقود والجشع يملأ المكان…

نعم جالون البنزين بلغ الخمسين ألف في العديد من جنبات المدينة، مما جعله منجماً من الذهب الخالص مفتوحاً لضعاف الأنفس!!!

بالتأكيد لا مذايدة نسوقها لو أشرنا إلى قرارات حكومة ولايتنا السابق حول سن قوانين رادعة لمحاربة مثل هذه الظواهر، ولكن ومع كامل الأسف جل القرارات ظلت مع وقف التنفيذ أو دون إحترام من الجهات المنوط بها التنفيذ!!!

 

في الأسابيع الماضية، شهدت ساحات محطات الوقود بالمدينة مشهد بئيس، تداخلت فيه المهام والاختصاصات، وقد بدا جلياً للمواطن بأن الكثيرين من قواتنا النظامية افراداً وليسوا ظباطاً يرفلون في فيض من النعم!! فقد اكتظت محطات الوقود بالمركبات والسيارات الفارهة التي تخص الجندي فلان وظابط الصف علان، مما حتم على منظمي محطات الوقود من ابتكار صف وقود جديد اطلق عليه (صف النظاميين) لتدارك الازدحام والفوضى،!!!
صف للنظاميين بمركبات لا علاقة لها بالمؤسسات الأمنية المعروفة،،
صف يتمدد بشكل متواصل ويخلق الفوضى لا النظام،، في الغالب ما يأتي أهل ذاك الصف في الصباح ليقتاتوا من دماء الذين باتوا ليالٍ عديدة في تلك المحطات فقط ليضمنوا قوت أطفالهم، فيمتص دماءهم باعوض الليل ويكمل ماتبقى منها مدعي الانتساب للقوات النظامية في الصباح!!!

 

الازمة الحالية ستكشف الكثير، والكثير ان لم يتم تداركها، ولا أعتقد بأن المواطن الذي تقف مركبته أمام محطة الوقود لأكثر من عشرة أيام، وقد شارف على التسول ليُطعم صغاره ستنطلي عليه مسألة الصفوف الوهمية تحت ستار القوات النظامية،،
كما لا أظن بأن تجار الوقود في السوق السوداء سيجدون مكاناً لسرقة قوت الأطفال ومن ثم الابتزاز ليبلغ سعر جالون البنزين في مدينتي الخمسين،، ولا حياة للمسئولين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى