د. عبدالرحمن عيسي يكتب .. لقد هرب الجنجويد، فمن الذي ينهب أهل ودمدني الآن؟؟؟ ــ بعانخي برس
بعانخي برس
✍🏻 د. عبدالرحمن عيسي
منذ بلوغ الحرب أسوار مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة، لم ينعم أهلها بالطمأنينة!! فلا الذين بداخلها ناموا ليلة واحدة غريري الاعين وأنفاس الجنجويد تداعب نوافذ منازلهم!! ولا أولئك الذين خرجوا منها طلباً للأمن هنئِوا بالأمن المنشود..
الكل كان متوجس حد بلوغ قلوبهم حناجرها، والجميع ظل ينتظر الخلاص،،، ولكن…
بلا شك أن الغيب ومكنونات الدواخل لا يعلمها إلا الله، إلا أن الناظر إلى أهل ودمدني وقتها يُدرك تمام اليقين بأنهم ولو بالصمت العاجز كانوا يهتفون ،،، جيشاً واحد شعباً واحد..
الجنجويد؛
كانوا، ومازالوا محل كره ولعنة، ليس لأنهم من المخلوقات التي كرمها الله، ولكن بفعل صنعهم الممقوت!!
فقد قتلوا أهل المدينة، شردوهم، انتهكوا حرماتهم، نهبوا أموالهم، ارهبوهم…..
كل ماسبق ويزيد كان كافياً لأن يكره أهل المدينة أولئك البشر التتار!!
دقت ساعة النصر وجاء جيش بلادي مصحوباً بجحافل وطنية أخرى دفعها حب الوطن لتتقدم الصفوف القتالية ،، فكانت اللحظة المباركة ومهرجانات الفرح تزداد فرحاً بزغاريد النساء،، و تكبيرات الرجال والشباب ابلغوها عنان السماء، واهتزت الأرض بفرح أقدامهم، وكان الجميع يهتف لملائكة الرحمة الوطنية التي جاءت لتُنقذهم من ذاك الحال المشؤوم…
الا أن الأيادي الآثمة ستظل تُلاحق جيش الوطن لتُلحق به العار، فقد ظلت تُهاجمه منذ فجر ميلاده النطيحة والمتردية ومازال والكل يعلم!!…
لابد من أن تتعالى الأصوات بالسؤال الكبير،،،،
من الذي ينهب أهل ودمدني ويروعهم؟
فقد هرب الجنجويد!!
نعم هربوا ومن الطبيعي أن تكون كل آثامهم وجرائمهم قد خرجت معهم ، ولكن مازالت المدينة تُنهب، وكل أساليب الجنجويد حضوراً في المشهد، وكأنما هناك من يبحث عن فضيحة يُلصقها بهذا الجيش العظيم…
عايش إنسان مدينة ودمدني وتعايش مع جيش بلاده وقواته النظامية الأخرى ردحاً من الزمان، وبالتاكيد لم يشهدوا لهم إلا بأنهم حماة الوطن وانسانه…
القوات المشتركة السودانية هي نتاج طبيعي لحالات الظلم الذي مارسته عصابات الجنجويد لٍما يذيد عن عقدين من الزمان، ولكل عاقل أن يحكم عليهم بما يمليه عليه ضميره، وقبل أن يفعل عليه بالإجابة على السؤال الوطني الكبير لماذا تُقاتل القوات المشتركة في خندق واحد مع جيش البلاد ضد الجنجويد الذين مازالت تُدنس أقدامهم مسقط رأس جل قياداتها!!!
المستنفيرين والمقاومة الشعبية هم نتاج طبيعي لحالة الفوضى التي ضربت مناطقهم الآمنة!! وبلا شك الكل ناصرهم وانتماءهم للقتال بجانب الجيش يبرأهم…
حتى الكتائب الإسلامية لا يمكن أن نقدح في حقهم فالجميع يعلم ممارسة السياسة وتوجهاتها، ومن غير المعقول أن ينطبق عليها مقولة الذي ينصب شركاً ليقبض به الطير، وعندما يتجمع الطير يعمل على طرده من الشرك!!
إذا من الذي يمارس النهب والترويع داخل المدينة؟؟
هل مازالت هناك بقية من الجنجويد بداخلها ؟؟
لا أعتقد فكلنا يعلم مهنية جيش الوطن في التعامل مع الجيوب والخلايا المتبقية، ولكن الأمر في غاية الخطورة وهو محير بسبب تشابه الأساليب،، حيث ظل الجنجويد يمارسون عمليات الصاق التهم بكل من أرادوا الظفر به أو بماله، وفي الغالب ما كان وصف الضحية عندهم بأنه (فلولي،، حامل شرائح،، جياشي) وهكذا كانوا يظفرون بالبسطاء!!
عقب تحرير ودمدني ظلت نفس الممارسات التخوينية سابقة الذكر حضور في مشهد النهب والترويع،، مع القليل من التغيير في مصطلحات التخوين والتي في الغالب ما تكون إنت (جنجويدي أو متعاون…)، ومابين هذه المسميات وتلك، ضاعت الحقوق، نهبت ممتلكات البسطاء عاشت المدينة في رعب ومازالت….
فمن هو يا ترى سفاح المدينة الذي لم يبارحها، وما الذي ينشده بهذا الفعل المقيت؟؟؟؟
ولماذا كل هذا الصمت؟؟؟؟؟