اخبار

الفاشر تحت الحصار: نداء وطني لتحريك الضمير العالمي ــ كامل إدريس ومناوي يقودان مبادرة فك الحصار وسط دعم شعبي ورسمي ــ رئيس الوزراء: نحن على تواصل مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لفك حصار الفاشر فوراً ــ بورتسودان : محمد مصطفى

بعانخي برس

 

 

بورتسودان : محمد مصطفى

دعا رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس جميع أهل البلاد في القرى والمدن إلى الالتفاف حول مبادرة اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر، نظراً لأن النصر قادم عندما يكون الجميع على قلب رجل واحد. وأكد أن المناشدة يجب أن تبدأ من الأسرة الإقليمية، وأن عليها أن تتحمل المسؤولية بكافة أجهزتها، والالتفاف حول المبادرة التي وصفها بالمهمة، باعتبار أنها ستخاطب الضمير الإنساني في العالم أجمع.

وقال رئيس الوزراء خلال حفل تدشين المبادرة بفندق الربوة اليوم، إنه على تواصل مع الأمم المتحدة من أجل فك حصار الفاشر فوراً، وكذلك مع مجلس الأمن الدولي للاستجابة للنداء وصوت العقل والحكمة. وذكر أنه سيخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أيام، وأن من أولوياته فك الحصار، موضحاً أن الفاشر، مدينة القمة والسلام، ستكون حرة طليقة في القريب العاجل، مشيراً إلى أنه لا يريد أن يكون عضواً في اللجنة فقط، بل خادماً ومسؤولاً عنها.

وأكد أن الجرائم المرتكبة تُعد غير مسبوقة في التاريخ، منوهاً إلى أن التاريخ سيتساءل يوماً: أين الضمير الإنساني؟ وشدد على ضرورة العمل بكل جهد من أجل فك حصار الفاشر، مطالباً بمساندة الجيش والقوات المشتركة وقوات الشرطة وجهاز المخابرات العامة، لافتاً إلى أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان هو الداعم الأساسي لهذه المبادرة.

من جهته، أكد حاكم إقليم دارفور ورئيس اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر، مني أركو مناوي، أنهم تقدموا خطوات عبر المبادرة ويسعون لتحسين الوضع الإنساني في الفاشر. وأشار إلى أكثر من ٣٠ قافلة منعت من دخول المدينة، بعضها من الحكومة وبعضها من المنظمات، لكنها أُحرقت جميعها، ولقي جميع العاملين عليها حتفهم. وذكر أن ما وصفها بالمليشيا كانت تردد أن الجيش استهدفهم عبر المسيرات، وأصدروا بياناً خجولاً بأن طرفاً مجهولاً أحرق القافلة، وكانوا يطالبون بتغيير مسار الفاشر، مؤكداً أن الحرق تم عبر “القرنوف”.

وكشف عن وصول قوافل عبر معبر أدري، لكنها أيضاً مُنعت من الدخول بواسطة قوات الدعم السريع وتم تفريغها، مشيراً إلى وجود أكثر من خمس قوافل في كتم ومليط. وأكد أن العالم طلب من الحكومة فتح معبر أدري الحدودي المؤدي إلى الجنينة، وفي أربعة أشهر دخل أكثر من أربعة آلاف لوري، متسائلاً: أين هذه الإغاثة التي تدخل عبر المعبر؟ والمنظمات تعلم أن الدعم السريع يسيطر على مفاتيح مخازنها في جميع المناطق.

وشدد على أن الإغاثات لم تصل إلى المواطنين، وأن الأمم المتحدة ظلت تدينهم بسبب تغيير المسارات، لكنها لم تدن ما تفعله قوات الدعم السريع. وقال إن ما أسماها بالمليشيا، عندما فشلت في السيطرة على الحامية العسكرية بالفاشر، سيطرت على مستشفى الأطفال، كما فعلت في بداية الحرب عندما سيطرت على مستشفى الولادة. ودعا العالم إلى الحديث عما يجري في دارفور، خاصة ما حدث في مسجد الفاشر وقتل المصلين، مطالباً بضرورة حشد الطاقات لتجريم هذه المليشيا وإخراجها من السياق السياسي.

وتابع: “إذا استمرت نفس المليشيا وعادت إلى السياسة، فذلك يعني أن العالم تناسى الانتهاكات. والمظاهرة التي سُيّرت إلى مبنى الأمم المتحدة قبل أيام كانت كبيرة، ويجب الدعوة للمنظمات المختلفة والعمل على مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر وثائق كافية، كما يجب إنشاء لجان فرعية في الولايات المختلفة. أما من يرددون المطالبة بالحكومة المدنية، فأنتم تعرفونهم، ونحن بالنسبة لهم لسنا مدنيين، وحكومة تأسيس نيالا اعترفت بها صمود، وهم ظلوا يضللون فقط”.

من جانبه، قال ممثل الإدارة الأهلية ونائب رئيس اللجنة، محمد الأمين ترك، إن المبادرة تمثل امتداداً للعمل الوطني ورسالة قوية للعالم ومؤسساته بأن السودان دولة تأتمر بشعبها وحكومتها وقواتها المسلحة. ونبّه إلى أن ما يدور في غزة من ضربات وما تشهده دارفور الآن من ضربات أصبح أمراً واحداً والمنفذ واحد، وأن العالم يسير في خط واحد. وأضاف: “ومن يرددون أن الحكومة ستسقط بعد تسعة شهور، فليبلّوا كلامهم ويشربوه، الآن الشعب مع حكومة كامل إدريس والبرهان”. ووصف زيارة رئيس الوزراء للسعودية مؤخراً بالناجحة بنسبة مئة بالمئة رغم التضليل الإعلامي، ورأى أن العقوبات التي فرضتها الخزانة الأميركية على وزير المالية جبريل إبراهيم تُعد وسام إنجاز.

وأكد أن عدد المحاصرين في الفاشر بلغ ٩١٦ ألفاً، ويحتاجون إلى الغذاء عبر “التكية”، واعتبر أن الدعم المالي والإنساني مهم جداً، خاصة في مثل هذه الظروف قبل فك الحصار. وأضاف: “إذا لم ندافع عن أنفسنا، فسيجد التدخل الخارجي حيزاً للتدخل في شؤوننا، وبيان الرباعية لا يمثل أي شخص لا من قريب ولا من بعيد، ولا يمثل الشعب السوداني، والأوضاع ستكون أفضل”.
أما ممثلة المرأة في اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر، رشيدة سيد أحمد، فقالت إن المرأة لم تكن شاهدة فقط في الفاشر، بل كانت الضحية الأولى لانتهاكات المليشيا التي وثّقت جرائمها بنفسها، على مرأى ومسمع من العالم كله. وعُذّبت الشهيدة قسمة عمر في زالنجي، فأين العالم والقانون؟ لا تكيلوا بمكيالين. المرأة فقدت زوجها وابنها، وعانت من الجوع والفقر، وهذه هي المرأة السودانية المستهدفة. وأطلقت صوتاً لفك حصار الفاشر، حيث يعاني الناس من الجوع والمأساة، مؤكدة ضرورة التكاتف والاصطفاف خلف الجيش والقوات المشتركة. وما حدث للمصلين في مسجد الفاشر من استهداف يُعد دلالة على نجاح المبادرة، وأن صمود دارفور هو وعد للمستقبل، ونحن نقف معكم صفاً واضحاً، والشعب سينتصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى