راي

العزف على الأوتار _ يس الباقر _ لاحواراً يبل الريق ولا بندا يطمن _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

بينما كان الشعب السوداني بأجمعه يترقب نتائج مخرجات حوار جدة وينظر إليه بتفاؤل وأمل عله يعيد البسمة لشفاه الشعب ومسح دموعه وتضميد جراحه التى لازالت تعانى من ألم النزيف وخاصة سكان الأماكن المشتعلة الذين كلما جاءت ذكريات العاصمة المثلثه وبقية المدن التي إشتعلت فيها نيران الحرب تدفقت دموعهم وصحت في نفسوهم الكثير من المرارات ومن إفرازات هذه الحرب التى لازالت جراحها تنزف فقد جعلت من الأسر تبحث عن إستقرارها وأمنها تجوالا بين المدن والأرياف،وكما قادت بعضهم إلى الهجرة رغم عتامة الطرقات ووسائل الوصول الأمن لدول أخرى بعد أن كانوا ينعمون بالإستقرار فى منازلهم وفى بلدهم حيث كانت الخرطوم قبلة لجميع السودانيين.

وجاءت الحرب اللعينة تلقى بظلالها السالبة على الجميع حيث جعلت من خازنة أسرار السودان مدينة أشباح بل و كل شيئ فيها رحل السكان،وموارد أصحاب المال أغلبهم لجأوا للمدن المستقرة لكي يمارسوا فيها نشاطهم التجاري والزراعى والصناعى …الخ وممارسة كل الحرف فى ظل توفر ماهو متاح من معينات للقيام بها ،وقليلون منهم من تمسكوا بالبقاء وفضلوا الموت شهداء بمنازلهم رغم النزيف الدموى المستمر الذي يصابحوه ويماسوه فنيران الحرب لم ترحم صغير ولم تعطف على كبير إنه البارود الذي يحرق الكل ولايميز فسته شهور مضت لم تتوقف فيها الحرب سوي أيام معدودة أو سويعات لدواعي إنسانية ثم سرعات مامرت وإنتهت المدد،

شهور لم يذق الشعب فيها طعما لأكل ولاشرب والمنزل الواحد أصبح يأوي أكثر من ٨ أسر وبعضم يزيد أو ينقص،وكذلك مرافق الدولة والأندية أخذت نصيبها من الإستضافة وفى ذات الوقت نجد أن علماء النفس والإجتماع نشطوا في تقديم محاضراتهم للفارين من جحيم الحرب لإستعادتهم من الهواجس وأثار الحرب وتأثيرها النفسى عليهم فضلا عن الخوف والإضطرابات والحزن العميق على فقدان أعزاء أو ممتلكات أو منازل أو عربات، وكذلك لمستقبلي أولئك الفارين من الحروب وجدوا حظهم من الجرعات فى كيفية التعامل مع الكارثه وإحتوائها وتوقعها فى الوقت الذى أصبحت فيه الحياة العملية مشلولة تماما في كل أرجاء البلد وهذا حالها فى الكثير من المؤسسات فهى صارت تعمل بأقل من ١٠٪ من طاقتها، فبات واقع الأسُر فى حيره من أمرها وهي تنظر لأطفالها و المدارس مغلقة ولابارقة أمل تلوح بفتح قريب لأن مطلوبات فتح المدارس تقابلها فواتير لايقوي الوضع الحالي على تسديدها فالمتأخرات تزداد بمرور كل ساعة وكل دقيقة ويخشي الجميع من أن يحتفظ السودان في حياته بجيل لم يتوفر له حقه من التعليم رغم أن الدولة رفعت شعار إلزامية التعليم ومجانيته،وبمثل مايفقد الوطن من الأنفس فاتورة باهظة التكاليف خلفتها الحرب بالتأكيد ستتضاعف إذا إستمرت الحرب لأكثر من ذلك.

فهذا يحتم على كل سوداني مخلص لوطنه وقلبه ينبض بحبه يريد أن يعيش وأهله ومجتمعه في سلام ليعود إلى ماكان عليه قبل الحرب حتي يساهم الجميع في النهوض به كل في موقعه فما أغلي الأوطان والمجتمعات عندما تعيش في محبة وسلام لأجل الوصول للتقدم والنماء وماأعظم الشعوب التي تخلص لوطنها وتعمل على نهضته وعمرانه وتحافظ على مؤسساته،وتتجاهل مايروج له ضعاف النفوس من فتن وصراعا لأجل تحقيق السلام وإزاحة كابوس الحرب التي قضت على مقدرات سنين للدولة وللمواطنين وشقاء عمر عاش البعض إغترابا،ورغم أن الإتفاق لم يلبي طموح الشعب السوداني إلا أن الإتفاق على عدم التصعيد الإعلامي واحد من أهم البنود التي كان يؤجج من خلالها بعض الناشطين دق طبول الحرب

ونأمل أن تكون هذه خطوة تتبعها خطوات عاجلة حتي يعود الجميع سالمين إلى عملهم ومنازلهم… وتعود كل مؤسساتنا خدمة إنسان السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى