
*يس الباقر
يدرك الجميع الأسباب التي أدت لقيام الكثير من المجموعات المسلحة التي قامت بمناطق متعددة من ولاية الجزيرة بعد الإعتداء على مناطقهم من مليشيا الدعم السريع بإستثناء حالة(كيكل) التي كانت قد سبقت قيام الحرب ودخول الدعم السريع للجزيرة.
وبعد دخول الدعم السريع لمدينة ودمدني ومحليات ولاية الجزيرة بإستثناء محليات المناقل والقرشي التي لم تصلها قوات المليشيا عاش الناس وضع سيئا وحرجا ومؤلما فمنهم من أثر النزوح حفاظا على نفسه وأسرته ومنهم من فضل البقاء بمنزلة وكلا الأمرين كانا في غاية المرارة وإنطبق عليهم المثل السوداني (أحلاهما مر).
هذا الوضع جعل الكثير من أبناء الجزيرة يتنادون لحمل السلاح الذي إضطروا لحمله وأصبح حمله واقعا للدفاع عن النفس بعد أن أصبحوا وحيديين يواجهون مصيرهم المحتوم وفي هذه الفترة تنامت الكثير من الألوية وقوات الفزع والكتائب المتعددة ولكنها جميعا كانت تسعي لهدف واحد وهو تحرير مدن وقري الجزيرة من هؤلاء المعتدين الذين سلبوا كل شئ فقامت هذه القوات وإنتشرت مع كل المتحركات متحرك سنار،ومتحرك المناقل ،ومتحرك الفاو،ومتحرك أم القري وبعض المتحركات التي كانت تطوق عاصمة الولاية ودمدني حتي تم تحرير كامل الولاية مع القوات المسلحة فقدمت معظم مدن وقري الجزيرة ألالاف الشهداء ولم يكن تحرير الجزيرة محفوفا بالزهور والورود وكان قادة هذه القوات هم أبناء الجزيرة الخلص يقودون القوات من داخل أراضي المعركة وليست بالوكالة أو بالريموت.
فالمجموعات المسلحة التي قامت في الجزيرة لم يمكن قيامها مثل باقي قيام الحركات المسلحة الأخري التي قامت منذ سنوات وهي تنتشر في معظم أطراف البلاد بدعاوي التنمية وتقاسم السلطة فكسبت هذه الحركات الثانية ولكنها لم تفلح في تحقيق الهدف الأول وهو التنمية والسلام وهذا هو الخلاف بين حركاتهم وحركات الجزيرة.
أما درع السودان فقد أعلن عنه قائده أبوعاقلة كيكل أنه أنشائه لأجل حقوق أهل الجزيرة عندما أصبحت صكوك الحقوق تتوزع لمن يحملون السلاح في فترة الإنقاذ وبعدها ولم ننسي المقولة الشهيرة لأحد قادة الإنقاذ الذي كان يتحدث عن أن (من يريد سلطه عليه أن يحمل السلاح) لذا جاءات مشاركة الحركة الشعبية(قرنق)بإتفاقية السلام أبوجا ومن ثم تلتها إتفاقيات أخري(مناوي) و(موسي محمد أحمد) و(السيسي)و(وأبوقردة) وغيرهم الكثير حتي وصلنا إلى مابعد ديسمبر ومابعدها ولازال باب مشاركة المال والسلطة مفتوحا..
هنا ليست مهم المشاركة ولكن كيف يوظف من شاركوا في السلطة تسخير هذه المشاركة لأجل تنمية وعمران هذا البلد وتحقيق السلام والرخاء للمواطنيين فهل تم هذا ؟
أعتقد أن الإجابة واضحة لكل مواطن سوداني وإلا أن يكون مستفيد أو صاحب غرض.
فتصريحات قائد درع السودان الأخيرة في منطقة إبراهيم عبد الله لدي مخاطبته قطاع عريض من مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل عن المطالبة بحقوق ولايته هذا من حقه لأن ماحدث للجزيرة لم يحدث لأي ولاية أخري،والناحية الثانية إمساك وزير المالية بملف المالية والذي من المفترض أن يدفع بمعالجة القضايا التي تعيق عمل المشاريع الزراعية في الجزيرة والرهد وغيرها من المشاريع المروية والتي ثبت دعمها الكبير للإنتاج حتي فى موسم الإحتلال لم يتوقف الكثير من المزارعين عن زراعة المحاصيل.
فتجربة وزارة المالية تجاه الزراعة وخاصة محصول القمح في الموسم قبل الماضي كانت بحق فاشلة وبها الكثير من الغرض فرغم إعلان الدولة السعر التركيزي للقمح إلا أن البنك الزراعي تنصل عن هذا الإعلان وأشار إلى أنه لن يشتري القمح من المزارعين إلا من الذين تم تمويلهم عبره ثم تنصل عن ذلك أيضا وقال أنه يستلم سعر التكلفة فقط ولادعوة له ببقية الزائد من الإنتاج وترك المزارعيين يواجهون مصيرهم مع السوق وتجار المطاحن والإنتهازيين فباع المزارعيين محاصيلهم بأسعار زهيدة جدا بعد أن تركتهم الدولة يواجهون السوق بلاقوة ولاحيلة،ولاقت بقية القطاعات نفس مصير قطاع الزراعة،ثم أيضا المشاركة في الحكم،وقسمة الموارد التي أجحفت بحق ولاية الجزيرة إجحافا كبيرا وهذه أيضا يجب مراجعتها وإعادة الحق للولاية،وحتي بعد تحرير ولاية الجزيرة كنا نأمل أن تكون مساهمة المركز في التنمية والإعمار كبيرة ولكن نفس المؤسسات أضحت تلاحق بعض موارد الولاية الشحيحة وشركة الكهرباء التي تنتظر الولاية لتشتري لها الزيوت وخلافه،فهناك الكثيرون من من يحملون السلاح لايريدون أن يحمله غيرهم حتي يصبح بالنسبة لهم أداة للوصول لمٱربهم ولايريدون غيرهم أن يحمله وبعد كل هذا يأتي من يحدثك عن( كيكل).