راي

العزف على الأوتار ــ يس الباقر ــ رئيس الوزراء الجديد وشرك المؤسسات ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

أبانت كل التقارير للدول التي نهضت خلال سنوات معدودة إلى إعمالها بعض الإصلاحات الجوهرية في دساتيرها وقوانينها وتحول أنظمة الحكم فيها إلى حكم مدني راشد يدير الدولة بتلك القوانيين التي تمنح حقوق المواطنة،وتحاسب على التقصير في أداء الواجب والمهام،وتحارب الفساد وتحاكم عليه.
السودان كدولة لاينقصه من تلك الدول التي نهضت سوي أن فقد العمل المؤسسي منذ سنوات وهذا بالطبع لايمكن إعادته لسابق عهده مالم تتكامل أدوار كل هذه المؤسسات وتعمل بتناسق تام لأجل أن ينهض هذا البلد فالتعليم لايقل أهمية عن الأمن،والصحة لاتقل أهمية عن العدالة،والزراعة لاتقل أهمية عن المعادن فكل هذه ثروات داخل الأرض وخارجها إضافة إلى الثروة البشرية موجودة في السودان ووجود هذا الكم الهائل من الثروات جعل أقرب الأقربين يتسأل:كيف لبلد مثل السودان يمتلك كل هذا الثروات أن يظل هذه حاله؟.
فواحدة من أكبر مشاكل السودان خلال الفترات الماضية هو وضع الإنسان غير المناسب في المكان الذي وضع فيه وهذا مايجعلة ضعيفا وهشا لايمتلك الشجاعة والجرأة في إتخاذ القرارات المناسبة ويجعل له كثير من المرجعيات التي هي نفسها تفتقر للتأهيل لذلك كانت أبرز سمات الماضي عدم ترشيد الموارد والصرف،وإنتشار الفساد،والمحسوبية،والإلتفاف حول بعض المؤسسات التي أصبحت محتكره لأشخاص وأسر لذلك فإن أصعب تحد يواجه رئيس الوزراء الجديد الدكتور:كامل الطيب إدريس ليس علاقته مع المجلس السيادي الذي إختاره، ولا مايواجهه من نقد إعلامي متوقع ،ولا من أراء بعض السياسيين حول أدائه،ولكن أخطر ماسيواجهه هو شرك المؤسسات وكيمانها فأغلب المؤسسات وإن لم تكن كلها تمتلك إمبراطوريات من الصعب إختراقها فهي إمبراطوريات تعودت على أن لاتعيش وتحيا من غير أن تحسب مصالحها ولها المقدرة الفائقة على التأليب والتحريض على كل من يتعارض مع مصالحها.
صحيح أن المرحلة الحالية لاتحتمل الصراع ولكن ترتيب الوضع والبيت السوداني لايمكن له أن يتم مالم يضع رئيس الوزراء كل صلاحياته بيده لابيد غيره والتي سيكون مسؤول عنها وحده لاغيره فقد منحه السيادي كل الصلاحيات التنفيذية بعد أن ألغي رئيس المجلس السيادي عملية إشراف أعضاء المجلس السيادي على الوزارات وأعادها لرئيس الوزراء،فلا أعتقد أن كامل إدريس والذي سبق أن ترشح لمنصب رئيس الجمهورية في ٢٠١٠م ومايحمله من شهادات علمية وماإكتسبه من خبره بحاجة لنصح فهو بكل تأكيد عاش وعمل في دول تسبقنا كثيرا في العديد من المجالات فلا أعتقد أنه أتي للسودان من غير أن يكون له برنامجا يريد تطبيقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى