
*يس الباقر
فى مثل هذا التوقيت الصيفي الحارق من كل عام كنا ننتظر تحضير أراضي الموسم الصيفي أو (العروه الصيفية) كما يطلق عليها أهل مشروعنا العملاق الشاب الذي لايشيخ كما يدعي البعض بشيخوخته إلا من إخفاق ري أو إدارة أو سؤ إرادة دولة..
وبما أن عمليات التحضير هي أول وأهم عملية تعقبها عمليات أكثر أهمية فهي كانت تتم عبر محورين الأول كانت تقوم به الهندسية الزراعية بألياتها الثقلية وجنازيرها المجنزة..
والثانية كانت تتم عبر أصحاب التراكتورات من أهل المنطقة..
عمنا ..الخليفة يوسف أحمد عبدالوهاب رحمه الله رحمة واسعة واحد من الشخصيات التي نحتت إسمها من نور في دفاتر قيادات مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل والقسم الوسط ومكتب حمد النيل سابقا(ودالنو حاليا)
فالخليفة رحمه الله كان شخصية متفردة منحه الله من الصبر والحكمة والخطابة مالم يمنحه لغيره فكان بحق وحقيقة واجهه لنا جميعا في قري قنبات ومنطقة جنوب الجزيرة وحلال عقد كما يقول أهلنا وفي هذا لم يقف دوره في المنطقة فحسب بل إمتد عطاؤه للكثير من المناطق داخل الجزيرة وخارجها مشاكل الزراعة والرعي وخاصة عند أهلنا في الشرق وأغلب المشاكل التي تمر عليه كان يعمل على حلها دون إنفعال وخصه الله بخاصية إمتصاص غضب الأخرين فكان رحمه الله لايعرف الإنفعال طريقا له فكان يعالج معظم قضايا الناس بينهم أو مع الجهات المسؤولة بالحكمة..
وفي مثل هذا التوقيت الصيفي الذي ذكرني بالزراعة ذكرني بالعم الخليفة يوسف أحمد عبدالوهاب له الرحمة كان لايحوجنا بأن نصله في منزله حتي نطلب منه الحرات لحواشتنا فكانت تعليماته لإبنه المرحوم زاهر وكلماته الدافئة (يازاهر حواشات أولاد عبد الله ود عبدالرحيم حضرهم معاك) وكلماته(ياود الباقر ماتقوم الفطور ) وأحيانا كثيرة يتم تحضير حواشاتنا دون أن نعلم نحن ذلك حتي نتفاحأ في اليوم التالي بأن حواشاتنا محضرة دون أن يطلب منا مليما واحدا وغالبا مايدفع له في نهاية الموسم وظل هذا ديدنه مع أغلب المزارعيين في المنطقة فما كان يكترث للمال بقدر ماكان يسعد بأن يلحق أخوانه وأعمامه من المزارعين بالموسم الزراعي وحتي عندما كان مسؤلا عن مجلس الإنتاج كان حكيما في حل مشاكل المزارعين مع إدارة المشروع فقد مثل طوال حياته مرجعية للكثير من أهل المنطقة وكان الخليفة رقما وطنيا لايمكن تجاوزه.
رحم الله الخليفة يوسف رحمة واسعة والرحمة والرحمة والمغفرة للمرحوم زاهر وبارك الله في زريتهم .