الاستاذ عبدالحليم سرالختم يكتب ..دفقة حنين .. أهزوجة لأم المدائن ود مدني ــ بعانخي برس
بعانخي برس

دفقة حنين ..
أهزوجة لأم المدائن ود مدني
عبدالحليم سرالختم
المدينة المنورة- ١٨ رمضان ١٤٤٦
بعيداً عنكِ وَد مَدني
أُكابد قَسوَةَ الزَمنِ
نهاري كُلُه نَجْوى
وليلي مَسرَحُ الشَجنِ
ويُبكيني صَدى الذِكرى
بدمعٍ حارِقٍ هَتِنِ
وترحلُ بي خيالاتي
لربعٍ شيد بالسُنَنِ
حباهُ الله بالأغلى
من الآلاء والمِننِ
بقومٍ عفَّ جوهَرُهُم
عن البَغضاءِ والإحَنِ
فما يَنطِق لَهُم لفظٌ
سوى بالخيرِ والحَسَنِ
تؤلفهُم شهامَتُهم
لدى الأفراحُ والمِحنِ
فتجمعهم أصَالَتُهم
على قلبٍ بلا دََخنِ
كرامٌ أرضُهم نَسجَتْ
غُزُول اللونِ والسِحَنِ
فما ضَاقَت بمن جاءوا
رجاءِ الرِزقِ والسَكنِ
وكَمْ صَبرت على ظُلمٍ
لدرءِ الشَرِ والفِتَن
وكم جادَتْ وما بَخِلتْ
بلا مَنٍ ولا ثَمنِ
وكم صَدَقتْ وكم أوَفَت
بوعدِ الحُرِ للوطنِ
وكم أثرَت منابِرَهُم
بأهلِ الفِكرِ والفِطن
فما لمدينةٍ عَظُمت
وصارَتْ سائرَ المُدُنِ
يخونُ البعضُ عُشرتها
وما جَارَت ولم تَخُنِ
وإذ كانَتْ لهُم أمناً
ولولا ذاكَ لم يكُنِ
فهل تُجزى بإحسانٍ
صُنوف الغِل والضَغَنِ
***
أبُثُ إليك ود مدني
حنيناً زادَ من وَهَني
فأنت سَكنتِ في نفسي
سكونَ الروحِ للبدنِ
أحِنُ إليك في لَهفٍ
حنينُ الجَدبِ للمُزُنِ
أحِن إليك في شغفٍ
حنين العين للوَسَنِ
أحِنُ إليكِ في ولهٍ
حنينُ الوُرْقِ للوُكُنِ
أُحِن إليك مُلهِمتي
ومن إلاكِ يُلهمني
أحِنُ إليكِ في سري
أُحن إليكِ في عَلني
حنيناً آسراً صحوي
وفي نومي يُلاحِقُني
فدفقُ عواطفي يجري
على شوقي يُنافِسُني
ويَهتفُ صوتُ آمالي
عسى الأيامُ تُسعِدُني
أعودُ لداريَ الثكلى
لأمسحَ دَمعةَ الحَزَنِ
وأُنشِدُ فيك أُغنيةً
لوِ الأوتارُ تُتحِفُني
بلحنٍ يبعثُ السلوى
ويُنسي قَسوَةَ الزَمنِ