راي

اسامة عبدالماجد بوب يكتب .. وطن مأزوم وطن مقسوم بين حكومتين .. كيزان وتأسيس والشعب مقهور بين المطرقة والسندان  ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

فى خطوة متوقعة تقود إلى تعقيد إضافى للمشهد السودانى أعلن من مدينة نيالا تشكيل مجلس قيادى واسماء حكام ولايات وبعض وزراء فى مايعرف بحكومة ( تأسيس ) أو الحكومة الموازية اصطلاحا …
الملاحظة الأولى أن الحكومتين الأمر الواقع بقيادة البرهان أو تأسيس لم ينطلق إعلانهم من عاصمة البلاد الخرطوم ..
الاولى فرضت سلطتها من العاصمة البديلة بورسودان والثانية تأسيس من العاصمة الجديدة نيالا …
الواقع يقول إن صراع السلطة والثروة كان هدف استراتيجى لهذه الحرب اللعينة ،
ملاحظة أخرى أن الدخول فى الحكومتين نتج عنه انسلاخات حزبية من بعض القوى السياسية بين مؤيد ورافض للمشاركة مع تلك الجهه أو غيرها …
حكومة تأسيس المعلنة يغلب عليها طابع الترضيات السياسية والجهوية بشكل ملاحظ ..
( ولن يستقيم الظل والعود اعوج ) .
توقيت إعلان حكومة تأسيس جاء متزامنا مع قرب اجتماع الرباعية ، وهى الأطراف الدولية الساعية لإيقاف الحرب حسب إعلانهم ….
إعلان حكومة ( تأسيس ) هل هو خطوة فى اتجاه إيقاف الحرب ام دفع لانفصال جديد من الجناح الغربى للبلاد ..
الوطن الان لا يحتمل اى حالة من الصراع العسكرى لانه أصبح على حافه الهاوية أو تجاوزها تمزقا ..
من حق تأسيس أن يكون لها مكون مدنى يحمل رؤيتها وبرامجها السياسى بعيدا عن لعلعة الرصاص وهدير البراميل والمسيرات ، الشعب محتاج لمعرفة الرؤية السياسية لما انبثق عن مؤتمر نيروبى مبشرا بالحكومة الموازية ..
هل المثال الليبى فى المعالجة عبر التقسيم كان انموذجا ام نموذج مايتم فى اليمن يشكل مقياس ام مادخلت فيه سوريا بعد ذهاب دكتاتورها والاتيان بصناعة أمريكية تدعى الاسلمه السياسية تشكل قدوة ….
هناك فى الضفة الأخرى لڜواطى البحر الاحمر يكابد الكامل ادريس معاناة العزلة وسيطرة العسكر وأتباعهم فوقف حائرا لا بجد عدلا ولا صرفا . تترنح حكومته بالاعتذارات المتعددة عن المشاركة فى ( جنازة ) البحر لو جاز التوصيف …
ومابين البحر والضفة توجد كراسى المفاوضات وثيرة ياترى هل تتلاقى فيها المسميات المكونه كحكومات ام يفرض التدخل الدولى الناتج بالتوقع عن اجتماع الرباعية …
ايها المتقاتلون..
لقد حققتم بوصولكم للسلطة والثروة واحلام ابائكم ذروتها
أما آن لكم أن تعرفوا أن هذا الشعب تعب من الحرب والتشرد والنزوح والجوع والمرض وانفلات الأمن وأصبح الوطن فى مهب الريح متى تعودوا لرشدكم….
إن ما يمر به السودان اليوم يتطلب وقفة صادقة وشجاعة من جميع الأطراف. فالصراع لم يعد معركة نفوذ بين سلطتين، بل أصبح نزيف دائم للوطن والمواطن. إن الشعب الذي أنهكته الحرب والتشريد يستحق سلاماً حقيقياً لا يُصنع بالبندقية،
على جميع الفاعلين أن يدركوا أن لا منتصر في هذه الحرب، وأن وحدة البلاد وسيادتها والعدالة والتنمية هي المسار الوحيد لإنقاذ السودان من التمزق والانهيار.
الحرب يجب أن تتوقف، ويجب أن يبدأ الحوار الوطني الجاد، لا من أجل تقاسم السلطة، بل من أجل إستعادة الوطن.
لازم تقيف ..
أسامة عبد الماجد بوب
27/7/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى