راي

إن فوكس ــ نجيب عبدالرحيم najeebwm@hotmail.com ــ السودانيين بين التهجير القسري وحلم بناء الوطن !! ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

حين اشتدّ الخناق في الداخل، وتزايدت الفواجع، لم يكن أمام ملايين السودانيين سوى الهجرة أو الهروب أو المنافي القسرية. هكذا تشكلت خريطة السودانيين في التهجير القسري أو المنافي، لا بفعل التبادل الثقافي أو الفرص الأكاديمية فقط، بل في معظمها بفعل القهر، والحروب، والاستبداد، وانسداد الأفق. ورغم المسافات، ظلّ كثير من السودانيين في الخارج يحملون همّ الوطن، يدافعون عنه بالكلمة والمال والموقف، ويبحثون عن فرصة للمساهمة في إعادة بنائه.
اليوم، ونحن على أعتاب مرحلة جديدة – مأمولة وإن بدت بعيدة – لا يمكن أن نتحدث عن مشروع وطني للإعمار دون أن نضع السودانيين في التهجير القسري أو المنافي في قلب المعادلة. فهؤلاء لا يمثلون مجرد تحويلات مالية، بل هم طاقات فكرية، وخبرات مهنية، وعلاقات دولية، وإرادة ما تزال حية رغم طول الغياب وقسوة الاغتراب. إنهم امتداد الوطن في الجغرافيا العالمية، وجسر محتمل بين الداخل والخارج، وبين الألم والأمل.
لكن مساهمة السودانيين في الخارج لا يمكن أن تتحقق تلقائيًا أو بخطابات عاطفية. لا بد من الاعتراف أولًا بأن الدولة السودانية، في معظم مراحلها، لم تحسن التعامل مع ملفهم. فقد كانت تنظر إليهم إما كمصدر للدولار، أو كمعارضين محتملين، أو كمواطنين من درجة ثانية. اليوم، وقد تغيّر السياق، فإننا بحاجة إلى مقاربة جديدة، تنظر إليهم كشركاء حقيقيين في التنمية وصناعة القرار، لا كمجرّد مغتربين.
إن الاستفادة من الكفاءات السودانية في الخارج تتطلب ربطًا مؤسسيًا واضحًا، من خلال قاعدة بيانات دقيقة للكفاءات، ومنصات تواصل فاعلة، وبرامج لربطهم بمشروعات التنمية، وتوفير حوافز للعودة المؤقتة أو الدائمة، وتذليل العقبات البيروقراطية والقانونية أمام استثماراتهم أو مشاريعهم. كما تتطلب إرادة سياسية حقيقية تضمن احترام مساهماتهم، وحمايتهم من الفساد، وعدم تسييس جهودهم أو توظيفها لمصالح ضيقة.
أما على مستوى المجتمع الدولي، فإن تجربة السودان في العقود الأخيرة كشفت عن مواقف متباينة بين الدعم الإنساني المشروط، والتدخلات السياسية المتناقضة، والضغوط الاقتصادية التي كثيرًا ما أثقلت كاهل الشعب بدل أن تدعم نضاله. لكن هذا لا يعني أن نغلق الباب في وجه العالم، بل أن نعيد صياغة العلاقة معه على أسس جديدة، تقوم على الشراكة لا التبعية، وعلى احترام إرادة السودانيين لا فرض الوصفات الجاهزة عليهم.
المجتمع الدولي – إذا ما وُجّه بشكل ذكي – يمكن أن يكون مصدرًا للدعم السياسي في ملفات العدالة الانتقالية، والإصلاح المؤسسي، وبناء السلام، كما يمكن أن يُسهم في تمويل برامج التعافي والبنية التحتية والتعليم والصحة. لكن ذلك يتطلب خطابًا وطنيًا موحّدًا، يُحدّد الأولويات بوضوح، ويُفاوض بثقة، ويضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار.

إن السودانيين في التهجير القسري أو المنافي والمجتمع الدولي يمثلان – كل بطريقته – طاقة دعم هائلة. لكن نجاح الاستفادة منهما يرتبط أساسًا بوجود مشروع وطني صادق، واضح، ومقنع، يحمل رؤية متماسكة لمستقبل السودان، ويُشرك الجميع في صياغتها وتنفيذها. فالعالم لن يساعدنا إذا لم نساعد أنفسنا أولًا، وهؤلاء السودانيون لن يندمجوا في مشروع غامض أو مشكوك في نواياه.

عودة اللاجئين والنازحين السودانيين إلى الوطن قد تكون أصعب من المغادرة، وهي عملية معقدة تتأثر بعدة عوامل. لا تزال هناك تحديات كبيرة تعيق العودة، بما في ذلك المخاوف الأمنية، والدمار المادي، ويحتاجون إلى دعم مالي لتغطية تكاليف السفر والنقل وإعادة التأهيل لمنازلهم التي أصبحت (خاوية على عروشها) بالإضافة إلى تأثير خطاب الكراهية والتحريض والتخوين، والتنمر على وسائل التواصل الاجتماعي وإلصاق (تهمة الخيانة والعمالة المجانية) المعروفة بلحن بلابسة المتأسلمين ( قحاتي دعامي) ضد الثوار والسياسيين الشرفاء الذين يسعون لإيقاف الحرب العبثية المدمرة ، مما يزيد من شعورهم بالتهديد، ويضعف الثقة في الضمانات الأمنية المعلنة، ويرفع من تقديرات المخاطر المحتملة عند العودة.
ولذلك، فإن أولى خطوات العودة الحقيقية هي إيقاف الحرب بشكل شامل ودائم، قبل أي إجراءات إعادة إعمار أو برامج استقرار. علينا أن نعيد بناء الجسور بين الداخل والخارج، ليس فقط من خلال الخطابات أو اللقاءات الموسمية، بل عبر عمل دؤوب، يُشعر السوداني في المهاجر أنه جزء أصيل من وطن يُعاد تأسيسه، وأن غربته ليست فصلاً خارج السياق، بل مساحة من النضال الممتد، والمساهمة المستحقة.
البروف الأنيق (كيمو) .. لا ( أمل في أمل).. الزول قال المجد للبندقية إنتهى.
الديمقراطية لن تأتي بالبندقية مهما حدث ويحدث سيسكت صوت البندقية ..لا تنسوا ألحان الديسمبريون ( الأسود غير المروضة ) .. السلطة سلطة شعب . الثورة ثورة شعب .. العسكر للثكنات والجنجويد ينحل..
مسار الوسط من أنتم ومن الذي فوضكم يا أرزقية وهل يعقل أن يقود أعمى بصير ؟؟
لا للحرب .. لا للدمار .. لا للموت المجاني ..لا وألف لا.. نعم للسلام..
المجد والخلود للشهداء
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى