راي

إن فوكس ــ نجيب عبدالرحيم najeebwm@hotmail.com ــ الديسمبريون صوت الثورة الحية وفزع الفلول! ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

خروج الثوار إلى شوارع أم درمان في ذكرى ثورة ديسمبر رغم سنوات الحرب والقتل والتشريد ورغم آلة التضليل الإعلامي الممنهج التي شغلها النظام القديم والحركة الإسلامية لدفن فكرة
خروج الثوار إلى شوارع أم درمان في ذكرى ثورة ديسمبر رغم سنوات الحرب والقتل والتشريد ورغم آلة التضليل الإعلامي الممنهج التي شغلها النظام القديم والحركة الإسلامية لدفن فكرة الثورة وتغبيش وعي الناس يؤكد حقيقة واحدة لا تقبل الجدل جذوة الثورة ما زالت متقدة والوعي الشعبي لم يهزم وإرادة التغيير لم تنكسر لم تكن تلك المواكب مجرد استدعاء لذكرى بل فعل مقاومة سياسي وأخلاقي ورسالة واضحة بأن الحرب لم تنه الثورة بل كشفت أعداءها الحقيقيين.
ما يجري في السودان اليوم ليس صراعا عسكريا عابرا بل محرقة وطنية مكتملة الأركان تدار بسحب كثيفة من الأكاذيب والتضليل وتسقى بدماء الأبرياء حرب لا تمثل الشعب ولا تخدم الوطن ولا تصون كرامة بل تفتح أبواب الجحيم على مصراعيها.
الذين احتموا بالدين وادعوا حمايته أثبتت الوقائع أن الدين منهم براء استخدموا الإسلام ستارا للسلطة وألغوا المجتمع بكل تنوعه وصنفوا السودانيين دينيا ووطنيا وبنوا نفوذهم على الاستعلاء وشراء الذمم وتغذية الكراهية وسط الفقراء والبسطاء حتى أصبح الوطن رهينة لمشاريعهم.
السودان يحترق والوقت لم يعد في صالح الجميع الواجب الوطني والأخلاقي يفرض إيقاف الحرب فورا والجلوس إلى طاولة التفاوض دون شروط حماية لما تبقى من البلاد وإنقاذا لما تبقى من الشعب.
أن هذه الحرب تدار بعقلية الإفلات من العقاب وإعادة إنتاج ذات المنظومة التي أسقطها الشعب بثورة سلمية عظيمة لكن هذا الشعب الذي صمد ثلاثين عاما وأسقط أعتى الأنظمة قادر علي التغير وان طال السفر.
إن الذين يزايدون اليوم بشعارات الخيانة والعمالة هم أنفسهم من نفذوا انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر عام ألفين وواحد وعشرين وأجهضوا الانتقال المدني وفتحوا الطريق لهذه الحرب وهم أنفسهم من يتحدث اليوم عن معركة الكرامة بينما تنتهك كرامة الإنسان السوداني كل ساعة وتحتل الأرض ويهان المواطن ويجبر على النزوح والجوع والخوف
لا كرامة في حرب بين جنرالين ولا شرف في تدمير المدن ولا وطن في خطاب تحريضي يقسم الشعب ويستنزف الدولة الكرامة الحقيقية في وقف الحرب وحماية المدنيين وبناء دولة مدنية ديمقراطية وجيش واحد وسلاح واحد وشعب واحد.
إعلام الفلول عسكريه ومدنيه يمارس تضليلا ممنهجا يضر بالقيم والهوية والأمن والاستقرار ويحرض على تصفية المدنيين والمناضلين السلميين ويصنع أعداء وهميين لصرف الأنظار عن الجريمة الكبرى لكن الحقيقة أقوى من الزيف والتاريخ لا يكتب بالشعارات بل بمواقف الشعوب.
نحن مع ديسمبر مع الثورة مع (الديسمبريون ) لجان المقاومة مع المدنيين العزل مع حق هذا الشعب في السلام والعدالة والحرية مهما طال ليل الحرب ستضع أوزارها وستعود إرادة الشعب أقوى وستعود ديسمبر وستعود أنغام الديسمبريون .
إن هذه الحرب مهما طال أمدها لن تصنع وطنا ولن تمنح شرعية لسلاح ولن تسكت صوت شعب ذاق طعم الحرية ورفض العودة إلى القيد.. السودان لا يحتاج مزيداً من الدم بل يحتاج شجاعة القرار ووضوح الموقف والانحياز الكامل لحياة المدنيين ومستقبل الدولة.
إن مبادرة الرباعية تمثل اليوم المسار الواقعي والجاد والوحيد القادر على إنهاء هذه الحرب ووضع حد للمحرقة المستمرة وإعادة السودان إلى طريق السلام والانتقال المدني فهي ليست مبادرة عابرة بل إطار دولي وإقليمي متوازن يمتلك القدرة والشرعية والضغط اللازم لإجبار أطراف القتال على إيقاف النار وحماية المدنيين وفتح الطريق أمام حل سياسي شامل ما عدا المؤتمر اللاوطني والمتأسلمين والداعشيين الذي أشعلوا الحرب.
ويظل دور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء هو الضامن الأكبر والأكثر مصداقية لتحقيق السلام في السودان بما تملكه المملكة من ثقل سياسي ونفوذ إقليمي ورؤية ثابتة تنحاز للاستقرار وترفض الفوضى والحروب وتدعم حق الشعوب في الأمن والتنمية لقد ظلت المملكة سندا حقيقيا للشعب السوداني بالفعل لا بالقول وبالمسؤولية لا بالشعارات.
إن الرهان على الحرب خاسر والرهان على السلاح وهم والرهان الحقيقي هو على الشعب وعلى السلام وعلى إرادة ديسمبر التي لم تنكسر سيعود السودان دولة مدنية بجيش وطني واحد وبلا مليشيات وبلا تجار دين أو حرب وسيهزم الزيف مهما علا صوته.
مبادرة الفلول التي قدمها رئيس الوزراء كامل إدريس لمجلس الأمن للأمم من كتاب الكيزان القديم ما هي إلا قفز فوق مبادرة الرباعية التي وافق عليها الجنرال عبدالفتاح البرهان ولكن سرعان ما تم نقضها كعادة الجنرال الذي يعارض جهراً ويتفق سراً لأنه محاط بصقور الحرب من الإسلاميين لأن أي إتفاق يؤدي إلى سلام يعني تشييع التنظيم إلى مثواه الأخير و( قرش وراح)
حكومة بورتسودان تنتهج ازدواجية المعايير صادرت ورثة الفكي سليمان والد المناضل الشريف محمد سليمان الفكي بحجة أن إبنهم معارض بينما أحد رموز النظام يمتلك (99) قطعة صادرتها لجنة التمكين التي كان يرأسها سليمان تم إرجاعها له بعد الإنقلاب وحل لجنة إزالة التمكين وفي نفس الوقت تعاملت بعنف مع المواكب التي خرجت تحتفل بذكرى 19 ديسمبر المجيدة واعتقلت لأجهزة الأمنية بالولاية الشمالية الشاب الثائر منيب عبدالعزيز بتهمة إنه طلع يحيّي ذكرى الثورة ولا ننسى أن السلطة سخرت كل إمكانياتها لمسيرات الفلول المؤيدة للحرب والقتل والدمار والخراب نفس سيناريو ( حاضنة الموز) والمكان الذي طلع منه البيان المفخخ نتج عنه صراع كارثي قتل ونهب وتجويع وتشريد خلف جروحاً لا تندمل وأحزاناً وأوجاعاً عصية على النسيان ومهما حدث وسيحدث لن يخيف الشعب السوداني الصامد الصابر الذي تعود جرحه على النزيف وبعد كل هذه الأحداث الدامية حتماً لن تعودوا للحكم (كلاكيت ثاني) والحساب ولد .. إنتهى
ثورة ديسمبر المجيدة لن يمحوها دخان البنادق وستظل الصوت الداوي في أعماق التاريخ
الرباعية ومنبر جدة نافذة أمل في ظل سوداوية يعيشها السودان
لا للحرب .. وألف لا.. نعم للسلام.. لازم تقيف…لا للانفصال معاً من أجل سودان موحد .. المجد والخلود للشهداء.
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى