راي

إن فوكس ــ نجيب عبدالرحيم ــ najeebwm@hotmail.com السودان يحترق والرؤية غائبة.. وجدة طوق النجاة ! ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

بعد المعاناة التي عاشها الشعب السوداني لأكثر من عامين في أعماق الجحيم، وشهد فيها أصنافاً من الظلم والتعذيب والقتل والتشريد، تحوّل السودان إلى سجن كبير لشعبه، ليصبح واحداً من أقل الدول أماناً والأكثر تعرضاً للخطر. اضطر أكثر من ١٥ مليون سوداني للنزوح واللجوء خارج وطنهم بعد أن تعرضوا للتنكيل والتعذيب. دُمّرت مدن، وهُدمت قرى، وتحول الشعب إلى لاجئ أو مشرد داخل وطنه وأكثر من خمسة مليون طفل مهددون بالموت جوعا وسوء التغذية وأكثر من ١٢ مليون من رجال ونساء بعضهم مرضى كبار في السن اصبحوا مهددون بالمجاعة وأكثر من ثمانية مليون خارج دائرة التعليم جراء الحرب والنزوح.

لا نريد أن نخوض في من أطلق الرصاصة الأولى، ولا في كرامة وخرابيط وبطيخ، ولا بل وجغم وفتك ومتك، ولا المعاملة كيف .. وكل من يقول لا للحرب العبثية المدمرة يصنف قحاتي جنجويدي عميل خائن وهكذا تهم مجانية للمناضلين الشرفاء من ( كيس المتأسلمين المثقوب) .. لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، ولم يبق في قوس الصبر منزع. لقد فاض بالناس الألم، ونفد الصبر، ولم يعد هناك فرق بين الموت والحياة في هذا المستوى الذي وصلنا إليه.
شعارات مكررة ترددها الأبواق الإعلامية وقونات الحرب ( النائحات المستأجرات) والمغيبين، لترميم شرعية مهترئة على جوع السودانيين، بإيقاع واحد: بل وجغم، وفتك، ومتك، وكرامة، وخرابيط أصبحت شعارات صفرية، والنتيجة: قتل ونهب وتشريد وفقر.
خلال أسبوع واحد تغيّر مسار الحرب إلى تدمير البنية التحتية وكل مقومات الحياة: مخازن الوقود، محطات المياه والكهرباء، مخازن ذخيرة الجيش، ومؤسسات الدولة أصبحت جميعها هدفاً رئيساً للمسيّرات في كل ولايات السودان.

الوضع الراهن؟ السودان يحترق بوتيرة متسارعة. الحرب انتقلت من الأرض إلى السماء، وأصبحت مثل البرق الخاطف، والسماء تمطر لهباً. وإذا استمر الحال بهذا الريتم، ولم تتوقف الحرب، فالنتيجة ستكون: “سودان مافي” بفهم الجنرال كباشي ولجنة المخلوع الامنية .

المسيّرات أصبحت كابوساً يهدد كل أهل السودان، حتى حكومة بورتسودان أصبحت تتجمع في أماكن غير معروفة تجنباً للضربات القاتلة. و(الرؤية غائبة) والكل لا يدري من أين تنطلق هذه المسيّرات؟
هل تم تزويد الدعم السريع بها؟
هل هناك طرف ثالث يطلقها؟
هل السودان أصبح ساحة تجارب لطائرات بلا طيار؟
وسط هذه الفوضى الميدانية، هناك مليشيات كثيرة تحمل السلاح، تقاتل بجانب الجيش ولا تلتزم بأوامره، خصوصاً المليشيات الإسلامية التي يحركها شيخهم الكبير، وتقود السودان إلى الفناء.
وما يزيد المشهد قتامة، أن طرفي الحرب يعمدان إلى تغبيش الرؤية، والتلاعب بالحقائق، الأمر الذي يفتح الباب لأسئلة تقفز إلى ذهن كل عاقل: من الذي يدير الحرب حقاً؟ وهل طرفا الحرب متفقان ضمنياً على كل ما جرى من تدمير للبنية التحتية، وهدم المدارس والجامعات، وتخريب الصناعة والزراعة، ومصادرة ممتلكات الأفراد؟ أم أن هناك يداً خفية تديرهما معاً نحو هدف واحد: تدمير السودان بالكامل؟
المملكة العربية السعودية ظلت داعمة للشعب السوداني وبذلت مجهوداً كبيراً في مفاوضات منبر جدة للسلام من أجل إيقاف الحرب العبثية المدمرة لتأمين سلامة الشعب السوداني وحقن دمائه، والحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومقدراتها من أجل أن ينعم الشعب السوداني بالحياة الكريمة التي يستحقها.
لا للحرب، وألف لا .. لا بد من العودة إلى منبر جدة، فهو آخر ضوء في هذا النفق، وغير ذلك: سودان مافي.
سلم .. سلم حكم مدني .. ما قلنا ليك الحكم قاسي من أولو
المجد والخلود للشهداء.
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى