راي

إبر الحروف ــ عابد سيداحمد ــ الخرطوم تودع الاوبئة ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

* عندما كنت بالخرطوم قبل شهرين كانت جيوش البعوض تسرح وتمرح فى اجساد الناس فى البيت ..وفى الشارع ..وفى المكتب وفى كل مكان
* ومهما مارست معها براعة الحواة لن تفلت من لسعاتها
* وكان من ليس على يده فراشة يبدو بإنه قادم جديد للولاية
* فنواقل الامراض لم تترك أيامها بيتا يخلو من مرضى
الضنك و الملاريا وحتى الوزراء بالخرطوم اصيب اغلبهم بها ومن بينهم وزير الصحة نفسه

* و فى جولاتى المستمرة بين الولايات طوال الحرب وبعدها ذهبت الى بورتسودان وامضيت هناك اياما افتقدت فيها البعوض الذى لم يكن فى الخرطوم يترك اطراف البشر بلا علامات لسعاته
* وفى طريق عودتى منها للخرطوم امضيت أياما فى كسلا وهناك وجدت جيوش البعوض قريبة من حالها فى الخرطوم التى تركتها قبل شهرين
* وعندما وصلت الى ودمدنى احسست طوال اقامتى فيها ان البعوض قد خف كثيرا بفضل الجهود التى بذلت وان حالات الضنك قد انخفضت الى ادنى مستوياتها
* وبعد ان أكملت أيامى بالجزيرة هيات نفسى لباعوض الخرطوم بتجهيز ناموسية مشبعة فناموسيتى السابقه كنت ادخل فيها وافاجا كل صباح بان معى بداخلها عدة باعوضات سمان برغم احكامى لها قبل النوم
* وكانت المفاجاة عندما عدت للخرطوم اننى وجدت ان بعوض الخرطوم قد صار بقدرة قادر اقل من باعوض كسلا وودمدنى واننى بامكانى ان انام بلا ناموسية
* وعندما سالت وزير صحة الخرطوم د. فتح الرحمن محمد الامين عن الذى جرى قال لى ان حالات الضنك انخفضت فى آخر تقرير أمس من اعلى تقرير سابق سجلته بنسبة 80% وان حالات الوفاة فى الولاية بها طوال الفترة الماضية لم تتجاوز 1% وان الكوليرا بفضل الجهود صارت صفرية وانه تم احتواء حالات اشتباه الدفتيريا سريعا وان الملاريا بعد ان تجاوزت قبل مدة الحد الاعلى قد انخفضت للحد الطبيعى بسبب التدخلات بالرش بالطيران والرش الرزازى والأرضى والتفتيش المنزلى والعيادات الجوالة فى الاحياء وأرجع ماتم لخطة مكافحة النواقل واصحاح البيئة التى كانت معدة ومجازة من حكومة الولاية والتى نفذت بتنسيق عالى مع المنظمات وبالشراكات مع القوات النظامية وبمساندة الوالى لها وتعاون المحليات وبالدفع القوى من اللجنة العليا برئاسة الفريق ابراهيم جابر الذى بذل بحسبه مجهودا كبيرا فى الصحة وقدم دعما غير محدود لمستشفيات أحمد قاسم وحاج الصافى وأم درمان والمراكز الصحية بالولاية
* وهكذا تكون الخرطوم قد ودعت فترة صعبة عاشها اهلها مع الامراض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى