راي

أسامة عبدالماجد بوب يكتب ..28 رمضان صعود كوكبة من الشرفاء الاكرم منا جميعا .. للتاريخ لسان وذاكرة ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

كانوا رجالا بحجم الوعد
بقدر العهد والوفاء
كان حلمهم الوطنى بناء دولة مدنية ديمقراطية تتجاوز خيبات الماضى ومهددات الحاضر فى تلك الفترة من أواخر الثمانينات وتجربة الحكم الديمقراطى تترنح تحت ضربات الجبهة الإسلامية القومية التى كانت لسان حال التيار الاسلامى ، كانت مذكرة الجيش فى فبرائر 1988 مؤشر واضح لما يحاك لحكومة الصادق المهدى وهى تفشل فى إنجاز أحد أهم شعارات انتفاضة مارس ابريل
تصفية اثار ومرتكزات مايو التى كان انجازها هو الضمانة القوية لفتح الطريق أمام التطور الديمقراطى والغاء ماعرف بقوانين سبتمبر وكان تردد حكومة الصادق المهدى هو الدافع الأكبر لتنمر التيار الاسلاموى فى تلك الفترة لدرجة أن مجلة الدستور اللندنية أوردت خبرا مفاده أن الجبهة الإسلامية تعد لانقلاب بقيادة العقيد عمر حسن احمد البشير لكن وسط الصراعات الحزبية لم تكن ثمة حياة لمن تنادي ….
فحلت كارثة انقلاب التيار الاسلامى فى30 يونيو 1989..
كانت هناك عيونا لا تنام تراقب المشهد وارسلت إشارات متعددة على ضرورة إصلاح الحال المائل وقبلها كانت لهم مواقفهم من تقدم المشير سوار الذهب لقيادة الفترة الانتقالية ولهم اصوات احتجاج ضد حال التردى الذى وصلت إليه المؤسسة العسكرية ….
فى أبريل 1990 تقدم بعض شرفاء القوات المسلحه بمحاولة التصدى للانقلاب المشئوم وإعادة الحكم لمسار طريق التطور الديمقراطى وبالفعل استطاع هؤلاء الضباط وضباط الصف والجنود من شرفاء الجيش ببسط سيطرتهم على اغلب الوحدات العسكرية ولكن لظروف فنية فشلت الحركة التى حققت اكبر إنجاز بكشفها لطبيعة الانقلاب الدموى التسلطى حين قام قادة الحكم الانقلابين بعملية اعدام يندى لها جبين الإنسانية خجلا
بقتل ودفن الرجال الشجعان الذين تصدوا لرصاص الانقلابين بثبات بدفنهم احياء وكان الضباط وضباط الصف الذين يعتبروا من اميز العسكريين قدموا دروسا فى الشجاعة والثبات فاقت الاساطير الفريق خالد الزين واللواء ركن عثمان بلول الذى احضر من السجن لينفذ فيه حكم الاعدام والعميد محمد عثمان حامد كرار واللواء ابوكدوك والعقيد البطل محمد احمد قاسم والعقيد ركن صلاح السيد والعقيد عصمت ميرغنى طه والضباط ابوديك واكرم ومدثر واسامة الزين وقائمة مرصعة بأسماء أشجع الرجال الذين تعاهدوا على التغيير الابيض بلا قطرة دم واحده أمام دموييين قتله مجرمين …
وكيف أصبح العيد السودانى وما تلاه من اعياد مكحلة فيها عيون البلاد والعباد بالدم والموت بلا محاكمات تم إعدام ودفن اكثر من ثلاثين ضابط وضابط صف وجندى ودفن بعضهم احياء فى ليلة الثامن والعشرين والناس مستبشرة تعد عدتها للعيد لكن عشاق الدم بقيادة المقبور ابراهيم شمس الدين واخرين كان عيدهم ذو معانى مختلفة تفوح منه روائح الدم ويغطيه حزن عم البلاد …
تلك جريمة ستظل قائمة حتى القصاص من القتله الاحياء وكذلك ما أعقبها من جرأئم فض الاعتصام أمام القيادة كذلك فض التظاهرات بالرصاص والحرب العبثيةوحجم الدمار والموت الذى مازال يرافقها كلها جرائم تستحق المحاسبه ….
ويبقى السؤال الذى يطرح نفسة هل كانت حركة رمضان انقلاب لاستلام السلطة ام حركة استرداد مسار التحول الديمقراطى ومن خلال تصفح سيرة الضباط المشاركين فى الحركة يتبين أنهم الاكثر انحيازا للحكم المدنى وإبعاد المؤسسة العسكرية عن المشاركة السياسية .
وكذلك العهد فيما بينهم أن تكون الحركة بيضاء لاتشوبها قطرة دم وذلك من خلال وعيهم بطبيعة الصراع الوطنى والنقطة الأخيرة عدم تشكيل مجلس انقلاب بعد دحر الإسلاميين يدل كذلك على عدم رغبتهم فى الحكم.
ومازالت مقابر هؤلاء الشهداء الشرفاء مجهولة المكان وحتى اماناتهم ووصاياهم معلقة فى ذمة القتلة المجرمين ….
المجد لشهداء حركة رمضان التصحيحية
والخلود لشهداء كل الانتفاضات الوطنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى