
رغم ان هذه الحرب اللعينه تقتلنا كل يوم وكل ساعه وكل دقيقه وكل ثانيه ببعدنا عن مدينتنا ومرتع مهدنا
وصبانا وشبابنا وكهولتنا الا اننا نعيش علي ذكري كل لحظه مرت علينا في كل المراحل التي ذكرتها
فمدني قلب السودان والجزيرة الحبيبه تسكن جوانا نحملها سعيدين
فهي روحنا وحياتنا ومبتغانا….
مجرد خروجنا من مدني قبل هذه الحرب لمناسبة ما حتي ولو كانت بغرض العمل اوالدراسه …هنا التفكير صعب حتي ولو كان هذا الخروج مؤقت وينتهي بحساب السنين
او الايام…وسرعان مايأتيك الاحساس بأنك سوف تعود وتكتسب مايفيدك وبالتالي مايفيد هذه المدينه
من علم…او خبره في عملك…ولأنك سوف تأتي وتأتي روحك….فمدني
تسكن جواك…
ولكن ان تخرج غصبا عنك… وبحرب
فريده من نوعها في العالم !! .تشردك
من بلدك ومدينتك وبيتك وعملك وان تفقد كل ممتلكاتك…وتخرج
جريا تلملم أولادك وأهلك والي أين ؟!
الي المجهول…!!
نعم كل السودان ارض لنا…وكل السودان اهل لنا….ولكن الاحساس
قاس وعنيد.. ومدني كوم براها
عندما تنشأ وتعيش في ودمدني
صعب عليك أن تعيش في مكان آخر
حتي ولو كانت حدائق الاهرام التي
تقع في محافظه الجيزه بجمهوريه
مصر العربيه…
بعد التفكير الجاد والمعقول..والرضي
بحكم الله عز وجل… كان لابد من همس مدني التي تسكن جوانا…وهي
تقول انا معكم…جواكم..وحتما سوف نتعانق…ونفرح…ونحن علي ضفاف
النيل..نتقادل ونغني حنتوب الجميله..
مدني همسها…من سيدها وادمدني السني فهي تعرف كيف تضمد جراح ابنائها…مدني وسيدها همسهم أوامر
حنينه رغم تناقض اللفظ وهنا تكمن
روعه مدني السني…
همسها ان تداوا جراحكم قبل اللقياء
ولسان حالها يقول…داووا جراحكم
حتي تداووا جراحي…فإن جراحي
هي كل جراحكم…..كل في مكانه
ونزوحه وترحاله…
أصبحت اخرج في طرقات حدائق الاهرام ولكن بشرط أن تكون وادمدني السني بجواري…تحادثني
وتؤانسني…وتقول لي انظر بعيوني
فأنت ترتاح….
ومن يومها …فإنني اسمع همسها..
وانظر بعيونها….وعندما احس
بأن جراحي اندملت سوف اعلم
بانني سوف ألتقي مدني….واصدقكم
القول…فإن جراحي أصبحت صديقتي مما يدل علي انني فعليا
علي موعد مع مدني الحبيبه التي
،قضيت فيها الطفوله وشاب عمري
وكبر…