ندي عثمان عمرالشريف تكتب .. بورتسودان تحت النار… المسيّرات تضع العاصمة المؤقتة في مرمى الحرب ــ بعانخي برس
بعانخي برس

في مشهد يُظهر تصعيدًا غير مسبوق في الحرب السودانية، ضربت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع أهدافًا استراتيجية في مدينة بورتسودان، التي كانت تُعد آخر معاقل الاستقرار ومقرًا للحكومة المؤقتة. فماذا تعني هذه الضربات؟ وما تداعياتها على الأمن والإنسانية في السودان؟
ميدان الحرب يتسع
لم تكن بورتسودان في دائرة المعارك المباشرة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. ولكن في 3 و6 مايو 2025، تغيّر المشهد. مطار المدينة دُمّر جزئيًا، وميناؤها الحيوي تعرّض لهجوم هو الأول من نوعه، ما أسفر عن انقطاع واسع للكهرباء وتوقف الخدمات الحيوية.
الهجمات لم تكن على مواقع عسكرية فقط، بل أصابت شرايين الدولة: مطار، ميناء، كهرباء، ومناطق سكنية مكتظة بالنازحين.
إحصاءات تؤكد خطورة الوضع
– عدد النازحين في بورتسودان: أكثر من 100 ألف شخص (المصدر: الأمم المتحدة).
– نسبة المساعدات القادمة عبر الميناء: 75% من إجمالي المساعدات للسودان.
– عدد المسيّرات في الهجوم على المطار: 11 طائرة، وفق تقارير استخباراتية.
رسائل المسيّرات السياسية
هذه الضربات لم تكن عشوائية. إنها تحمل رسائل واضحة:
1. لا مكان آمن حتى للحكومة المؤقتة.
2. قطع الممر الإغاثي الوحيد من البحر الأحمر.
3. إثبات تفوق تكنولوجي لقوات الدعم السريع، بدعم إقليمي .
انهيار صورة “الملاذ الآمن”
منذ بداية الحرب، لجأت الحكومة إلى بورتسودان كمركز بديل بعد سقوط العاصمة. المستشفيات، المدارس، والبنوك أعادت العمل هناك، والبعثات الدبلوماسية بدأت بالاستقرار. الآن، بعد الضربات الجوية، عاد القلق، وظهرت الأسئلة: أين الأمان؟ وأين الدعم الدولي لحماية المدنيين؟
لا انتصار على ركام الوطن
استخدام المسيّرات ضد مدينة مزدحمة بالمدنيين ليس فقط جريمة حرب، بل رسالة قاتمة أن الحرب لا تفرق بين عسكري ومدني، ولا بين سلطة وملاذ. بورتسودان، التي صمدت لأكثر من عام، أصبحت الآن رمزًا لخطر الحرب الممتدة.
إنه نداء مفتوح للعالم: أوقفوا هذا الجنون، قبل أن يصبح السودان كله تحت جناح طائرات لا يرى ضحاياها إلا كـ”نقاط على الشاشة” .