راي

ندي عثمان عمرالشريف تكتب .. الوحدة العربية السياسية والاقتصادية – ضرورة مرحلة لا ترف فكري ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

ندي عثمان عمر الشريف
في خضم التحديات التي تواجه الأمة العربية من حروب داخلية، تدخلات خارجية، وأزمات اقتصادية خانقة، تبرز فكرة الوحدة العربية السياسية والاقتصادية ليس كمجرد حلم قومي، بل كـ”ضرورة تاريخية” تفرضها المرحلة. لقد أثبتت السنوات الأخيرة أن الانقسام العربي هو أكبر مكاسب خصوم الأمة، وأن التفكك جعل من المنطقة ساحة مفتوحة للصراعات الدولية والخرائط البديلة.
الوحدة السياسية… الحصن الأول
الوضع العربي الراهن يؤكد أن غياب الموقف العربي الموحد في القضايا المصيرية (مثل فلسطين، السودان، سوريا، ليبيا، لبنان) أدى إلى تهميش القرار العربي في المحافل الدولية.
الوحدة السياسية لا تعني ذوبان الهويات، بل بناء تكتل سياسي عربي على غرار الاتحاد الأوروبي، يضمن التنسيق المشترك، وحل النزاعات الداخلية بالطرق الدبلوماسية، والدفاع عن القضايا الاستراتيجية ككتلة واحدة.
الوحدة الاقتصادية… المفتاح الحقيقي للاستقرار
اقتصاديًا، تملك الدول العربية موارد ضخمة: نفط الخليج، زراعة وادي النيل، موانئ المغرب العربي، وطاقات شبابية هائلة. لكن غياب التكامل جعل معظم هذه الإمكانيات مهدرة أو مرهونة للخارج.
إن تفعيل السوق العربية المشتركة، وتطوير البنية التحتية الإقليمية (كالربط الكهربائي، وخطوط النقل، والتجارة الحرة)، كفيل بخلق قوة اقتصادية عربية منافسة عالميًا.
لماذا هي ضرورة؟
– لأن التهديدات المشتركة (الإرهاب، الاحتلال، التبعية الاقتصادية) لا تُواجه فرادى.
– لأن صوتًا عربيًا موحدًا يعيد الهيبة للقرار العربي في الأمم المتحدة والمحافل الإقليمية.
– لأن التكامل الاقتصادي يقلل الاعتماد على الغرب ويُوفّر فرص عمل واستقرار.
الوحدة العربية لم تعد خيارًا شعبيًا فقط، بل أصبحت شرطًا للبقاء والسيادة والاستقلال. إنها ضرورة المرحلة… ومن لا يدرك ذلك، سيظل رهينة التجزئة والضياع.
الوحدة ليست ماضياً نترحم عليه… بل مستقبل يجب أن نبنيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى