علي النعيم أبوهاله يكتب ..جهاز الأمن والمخابرات الوطني: “هدهد” الخبر اليقين ــ بعانخي برس
بعانخي برس

بقدر حجم سعادتي وفخري وإعتزازي وسروري بتصنيف جهاز (الامن والمخابرات الوطني السوداني) في المرتبة الخامسة علي مستوى إفريقيا والعالم العربي، حزنت لمكان متقدم فرطنا فيه حيث كنا نحسب ونعد من أصحاب الفوز في مقدمة الأجهزة الأمنية العالمية والإقليمية بشهادة كل الجهات المختصة وذات الصلة أيام كان السودان محاط بتسع دول إفريقية وساحل البحر الاحمر.
الأيادي الأثامة التي اوقدت نار الحرب والدمار في السودان لم تكن ضربة بديتها بأول طلقة اطلقت علي القصر الرئاسي في (15أبريل) ، إنما كانت يوم ذبح الجهاز بدم بارد بحل هيئة العمليات وتقليص صلاحيات الجهاز وقص أجنحته وجعله مشلولا بدون حراك ليكون جهازا لجمع و(رفع المعلومات) وحينها سألت نفسي (من يرفع لمن).
أقول ذلك وفي بالي التاريخ الضارب في القدم وذلك الماضي التليد لجهاز المخابرات الوطني منذ أيام الحكومات السابقة والمقولة الشهيرة لسعادة الفريق أ.ح /عمر محمد الطيب حين قال (أسفت علي إضاعة الديمقراطية الثالثة لأكبر جهاز مخابرات علي نطاق إفريقيا والوطن العربي) .وهذه الأفضلية والريادة لم تأتِ من فراغ إنما لعمل رجال خلص كان همهم الأول (السودان الوطن) .
أول مؤشرات إنهاء الدولة والتجهيز للحرب كانت بحل (إدارة العمليات) تلك الإدارة التي تم انتقاء وإختيار شبابها من رجال أشداء عند البأس أقوياء عند المحن، رجال لم تكن تهمهم الرتبة او المرتب او زيف الوظيفة بقدر ما كان همهم الحفاظ علي تراب الوطن والذي قدموا حياتهم فداءً له ، كنت تجد فيهم الجامعي والمهندس والفني وحامل الدبلوم و(إبن العز) . كانوا حراس للثغور جنودا لحماية الوطن، تجدهم في حراسة الاقتصاد ومناطق الانتاج في البترول والذهب والزراعة والصناعة وعند منافذ الدولة في مطاراتها وموانيها البحرية والبرية جهد لا يكل ولا يمل وعين صاحية لا تنام.
كان الواحد منهم بألف رجل من التفاني والتضحية والرجولة والإقدام. ثم نجئ لقياداتهم التي أُحسن أختيار عناصرها وأُهلت ودُربت فكانوا نجوما في سماء أمن السودان وإستقراره. الذين تشدقوا ورموا الجهاز بالعنف والبطش والجهوية و(لغوا) في إناء ماء طاهر وطهور فنجسوه بسؤ ظنهم ومقصدهم الفاسد وحسابتهم الضيقة والضعيفة ، وفات عليهم عمدا أن يذكروا أن لهذا الجهاز قانون أجازته الدولة وله نظم محاسبة لا تجامل ولا تجهل ولا تحابي في من يتجاوز صلاحيات مهامه ضابطا كان أم فرد ، نسوا وتناسوا عمدا إسهامات الجهاز المجتمعية في الصحة والتعليم وحصاد المياة ، في الرياضة كمساهمين بالجهد والفكر قيادات و أعضاءً في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية المختلفة ومجالس إدارت الاندية الرياضية .
كل ذلك يقوم به ضباط الجهاز كنوع من الخدمة المجتمعية لمجتمع هم فيه وبه وله . يجب أن نعي ونفهم أن دولة بدون جهاز مخابرات قوي ومؤهل ومدرب دولة فاشلة ولا تستطيع أن تقوي لتعيش مع الكبار في ظل الوضع العالمي الحالي.
السودان بجواره الإقليمي والصراعات الدولية يحتاج لقرار شجاع من (رأس الدولة) بعودة الجهاز بكامل صلاحياته وهيئاته وإداراته حتي يقوي علي العيش في غابات الصراعات الاقليمية والدولية . كان إخوتي وأبنائي من ضباط الجهاز هم العين التي تري بها الدولة والأذن التي تسمع لخفايا التخطيط والنوايا السيئة علي السودان فتفشله وتبطله في حينه، كانوا سفراء فأحسنوا تمثيلنا وكان مبتعثين فأكرموا ألوان العلم ونشيده الذي يبكي الحجر . كانوا رسل محبة وسلام لمن يبداءنا بالسلام ، وعينهم (حمراء وشرارة) لمن تأبط بنا بالشر وقلب لنا ظهر المجن . فيهم العالم والبروفسير والدكتور وحاملي ارفع الدرجات العلمية في العلوم السياسية والامن ونظم المعلومات والإقتصاد والعلوم العسكرية .
والان في خضم معركة الكرامة الكل وضع رتبه (ارضا رتب) وحمل السلاح مقاتلا وملبيا لنداء الوطن، والله والحق أقول أن كثر من أفراد العمليات الذين شُردوا وفصلوا عادوا للخدمة دون ضوابط الاعادة المالية والادارية مقاتلين من أجل الوطن وترابه وكرامة إنسانه فمنهم من لقي الله شهيدا ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا. الي متي ننساق كالانعام بحديث إفك عن الجهاز ونحن نعلم أن أكبر الدول تدار عبر أجهزة العمل الأمني والاستخباري .رغم أسفي علي ما مضي من أيام أعود لأقول هي إمتحان وإبتلاء أراده الله حتي يظهر ونعي دور وحجم غياب الجهاز في أيام دولة الفوضي وعهد (اللا دولة) .
سيدي سعادة الفريق اول/ أحمد إبراهيم مفضل ماذا أقول عنك وانت تحمل السلاح في الصفوف الأمامية مع ضباطك وجنودك، ومثلك كان يفترض ان يتزين بأرقي وأجمل (رباطات العنق) في مكتب وثير يأمر وينهي ، بل ماذا اقول لابناءك الضباط من النواب والقيادات وصغار الضباط وهم يسجلون كل يوم نصرا بعد نصر في معركة الكرامة او معركة يكون السودان او لا يكون ، أقولها لك سعادة الفريق اول /مفضل أن السودان أمانة في اعناقكم حتي يحرر آخر شبر فيه، وأوصيك (رغم الضيق والظرف) أن تحفظوا لهذا الجهاز مكانه وتعيدوا له هيبته المسلوبة ظلما وأن لا تنسيك ظروف الحرب إكرام من قاتلوا لأجلنا فالعسكرية ياسيدي الفريق جزاءها (الترقيات والحوافز) لأولئك الابطال من قيادات وضباط وضباط صف وجنود .سيروا وعين الله ترعاكم في الحل والترحال .