راي

عبدالسلام العقاب يكتب .. شمال غربي الجزيرة ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

لطالما كتبت عن الاخفاقات في مشروع الجزيرة حتي كدت افقد الرغبة في تناول ما يحيق بالمشروع من تهاون مشهود بالرغم من التظاهر بالعمل علي ترقية الأداء
السيد ابراهيم مصطفى محافظ المشروع يعتبر من التكنوقراط لطول مكوثه في إدارته ثم تقلده منصب نائب المحافظ السابق و بهذا فهو من أقرب الناس بل اكثرهم معرفة بمشاكل الزراعة بالمشروع بل كان يجب ان يكون اكثرهم معرفة بالمهددات الحقيقية التي ظل الإعلام يطرقها بكثرة و يختم كل كاتب مقاله بقوله (لكن لا حياة لمن تنادي)
نتفق مع المحافظ و مع كثيرين ان الدعم السريع بوجوده بالجزيرة كان له أثرا كبيرا لخراب كثير من اصول المشروع و هذا لا يعفيهم من المسؤولية في اعادة ترميم و اصلاح ما افسدوه
القسم الشمالي الغربي من اكثر الأقسام التي تضررت من فعل الدعم السريع حيث انه اول الاقسام إحتلالا و آخرها تحريرا و تحررا من َأولئك الأوباش ،، عاني المزارعين أصنافا من التعديات أخطرها منعهم عن الزراعة بتعطيل الآليات و الكسور المتعمدة في المواجر الرئيسية بالقسم مما قلل بل عطل و منع وصول المياه للحقول ثم نهب انتاجهم نهارا جهارا تحت تهديد السلاح
إبتدر السيد المحافظ الموسم الزراعي بعدة زيارات لأقسام المشروع مبشرا بغد زاهر ينتظره المزارعين و أبرم عدة عقود لشراكات زراعية وأهمها مع
شركه محجوب أولاد و التي كانت قد أبدت رغبتها في الدخول في شراكات استراتيجية تعاقديه مع مزارعي أقسام الوسط و المسلميه و وادي شعير لزراعه محصول فول الصويا مستعرضون بنود مسودة العقد الخاص بالشراكة التعاقدية وطرحها علي المزارعين بدءاً من تحضيرات الأرض وحتي مرحلة الحصاد
كذلك عقد السيد المحافظ في اواخر ابريل اجتماعا موسعا مع اصحاب آليات حفر ابوعشرينات وتم الاتفاق علي مبلغ 12 ألف للفدان مع إلزام اصحاب الآليات بالمواصفات الفنية للحفر و إلتزام المحافظ بتوفير الوقود للآليات مع إلزام المزارعين بالدفع استحقاقات الحفر بعد الحصاد
أستبق كل تلك المقابلات لقاء مع بعض قيادات القسم الاوسط الذين أوضحوا للسيد المحافظ مشاكل الري الحادة التي تواجههم و اعلن السيد المحافظ تبنيه مقترح صندوق انقاذ الموسم الزراعي ووعدهم بتقديم مقترحهم للسيد رئيس مجلس السيادة و كان قد إلتقاه من قبل
ومن اللقاءات والتي تعتبر من الاهمية بمكان لقاء نائب المحافظ في مطلع يونيو الحالي بالمسجل العام لتنظيمات مهن الإنتاج الزراعي والحيواني بالسودان و بحث معه الترتيبات الجاريه لانطلاقه تكوين تنظيمات المزارعين بالمشروع
ثم كان الخبر الاكثر اهمية و الذي حدد فيه بنك السودان رفع سقف التمويل الي ثمانية مليون جنيه للفرد الواحد
ظلت الزيارات تتوالي علي الاقسام القريبة من مكاتب الاداره فكانت زيارة، نائب مدير الادارة الزراعيه الي قسم ود حبوبة ووقف علي مشاكل الري في بعض القناطر و ميجر ام عضام بل وجه بسرعة تحريك آليات الحفر بصورة عاجلة
كذلك إجتماع السيد المحافظ مع ممثل منظمة الفاو لتأهيل ميجر الحويوة
وتستمر الزيارات للأقسام القريبة كما اسلفت فهاهو المهندس علي أحمد ابراهيم محافظ مشروع الجزيرة بالانابه يقف بنفسه علي تحضيرات أراضي محاصيل العروة الصيفيه بقسم الحوش بواسطة آليات الهندسة الزراعيه بمشروع الجزيرة في إطار برنامج منظمة الفاو بتمويل من الصندوق القطري للتنمية والذي يستهدف تنمية الزراعه والإنتاج الحيواني بقسم الحوش. وأوضح محافظ مشروع الجزيرة بالانابه أن المساحات المستهدف زراعتها بمحصول الذرة في إطار برنامج منظمة الفاو تقدر بحوالي سته الف فدان مشيراً إلى أن إدارة مشروع الجزيرة قد دفعت بمزيد من آليات الهندسه الزراعيه بمشروع الجزيرة للفراغ من تحضيرات الأرض في المواقيت الموصي بها… متعهدين بتذليل كافة العقبات التي تواجه العاملين في تحضيرات الأرض بقسم الحوش
و لئن كان هذا يهم الاقسام التي زارها مسؤولي ادارة مشروع الجزيرة إلا ان الدكتور كامل ادريس رئيس مجلس الوزراء في اللقاء بمحافظ المشروع يعلن اهتمامه بتطوير ونهضة مشروع الجزيرة
حيث أكد علي ضرورة تطوير مشروع الجزيرة الزراعي، والارتقاء به لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب بالبلاد وولوج مجالات الصادر من المحاصيل النقديه
و في هذا الاطار يؤكد محافظ المشروع أنهم وجدوا الدعم الكامل من رئيس مجلس الوزراء بتقديم كل ما يمكن تقديمه من أجل إنجاح الموسم الصيف ،، و أنهم وجدوا تأكيدات من رئيس مجلس الوزراء بزيارة المشروع خلال الفترة المقبلة للوقوف على مجمل الأوضاع بالمشروع معلنا عن توفر احتياجات المزارعين من التقاوي اعتبارا من بداية الأسبوع الحالي…..
هذا وقد اطلع محافظ مشروع الجزيرة رئيس مجلس الوزراء على التحديات العاجلة التي تواجه الموسم الزراعي وضرورة معالجتها لانطلاقة الموسم بزارعة محاصيل العروة الصيفية بكل اقسام مشروع الجزيرة….
و مما يهم جميع المزارعين لقاء السيد المحافظ بإدارة شركة النيل للبترول بحضور سعادة مدير امن ولاية الجزيرة و لقد بحث معهم تأمين المواد البترولية لأصحاب الآليات العامله بالمشروع بأسعار مناسبه،، من جانبه أبدي مدير شركه النيل للبترول استعداده لتوفير احتياجات المشروع من المحروقات للاليات العامله بالمشروع بالكميات المطلوبه وبأسعار مناسبه لدعم الزراعه والمزارعين
يبقي ان تعلم عزيزي القارئ أن هذه البانوراما التي أورتها هي تقريبا مجمل اللقاءات التي أجرتها ادارة مشروع الجزيرة في الاشهر الماضية و لكن يبقي السؤال الكبير ما الذي تم تنفيذه من مخرجات هذه اللقاءات؟
ثم السؤال الاكثر اهمية لماذا لم يكن القسم الشمالي الغربي من إهتمامات تلك الادارة؟ إذ أنه لا يزال يعاني مشكلات الري و مشكلات التمويل ويجدر بنا ان نقول انها تراكمية و أكبرها مشاكل الري المتجددة موسما بعد موسم وكانت هذه المعضلات مجتمعة السبب الاساسي في عدم التحضير للموسم الصيفي بل لكأنهم عزفوا عن الزراعة للبدايات المتعثرة جدا ،، و رغم كل هذا فإن اهل القسم الشمالي الغربي لا يحسدون اهل الاقسام الاخري التي زارها مسؤولي ادارة المشروع بل يأملون ان تكون قد حققت نتائج طيبة. ومن خلال علاقاتي مع المزارعين في القسم الشمالي الغربي فإنه لا حديث لهم سوي وصف الوعود بأنها زائفة لأن كل ما تم ذكره أعلاه من مخرجات لا يعرفون عنها شيئا إذ لم تصلهم تقاوي منظمة الفاو و لا جاءتهم حفارات ابوعشرينات و لا وجود للوقود إلا في السوق الاسود او ما يعرف بإسم الدلع (السوق الموازي) ولم يتم تطهير الترع و لا صيانة ابوابها ولا استعدادات مرئية لقطاع الري
ثم ان البنك الزراعي و شركة إرادة وغيرهما من شركات التمويل لم تتحدث بعد عن تمويل العروة الصيفية عينيا بالتقاوي و الأسمدة و لا أبانت مطلوبات ذلك التمويل و كما هو معلوم فإن الزراعة مواقيت فلا نجاح لمحصول يزرع في غير مواقيته ثم يتحمل المزارع الفشل الذريع الذي ظل يلازمه نسبة لتباطوء المسؤولين عن المشروع ادارة و ري.
ثم سؤال مشروع جدا ،، لماذا حصرت محجوب اولاد الشراكات التعاقدية الإستراتيجية مع أقسام دون أقسام أخري؟ هل هذا برغبة الادارة أم هي رغبة المزارعين في تلك الاقسام؟ ولأن محجوب اولاد وغيرها من الشركات هي بالدرجة الاولي شركات ربحية فهل كان موضوع الري من ضمن عقد الشراكة ؟
ثم قبل ان اختم فإنه من الضرورة بمكان الحديث عن قيام جمعيات مهن الانتاج الزراعي و الحيواني إذ انه لا يعقل ان يكون مزارعي المشروع بلا جسم شرعي يدافع عنهم و السؤال الذي يجب علي الجميع معرفة إجابته هو من الذي يمنع قيام تلك الجمعيات؟
و من الذي له مصلحة ذاتية في منع قيام الجمعيات؟
من الذي يتابع للمزارعين و يجادل عنهم لدي متخذي القرار
و ما أذكره انني تناولت هذا الامر من قبل علي صحيفة الانتباهة الصادرة في 2022/11/5 م
في مقال جاء فيه
•• اخيرا فإن التشرزم وحب الذات قد طغتا علي كل الافكار التي تطرح لتكوين جسم شرعي يمثل المزارعين و يزود عنهم مطالبا بحقوقهم مدافعا عنهم عند تطاول التنفيذيين
ولعل المتطلعون لرئاسة أي جسم او الوجود ضمن طاقم القيادة هم أس البلاء و حجر عثرة تقف في طريق تحقيق وفاق يجمع شتات المزارعين ولقد انفض ثامرهم لمرتين في قرية ابراهيم عبدالله من دون ان يحققوا امنيات واشواق مئات الآلاف من المزارعين الذين يمثلونهم.
هؤلاء النخب هم سبب هذه الفرقة والشتات الذي جعل المزارعين كالايتام الكل يريد ان يتعلم فيهم الزيانة كما في المثل الشعبي ..
سارجع بإذن الله بمقال منفصل للفشل الذي لازم كل المؤتمرات منذ ابراهيم عبدالله واحد و إثنين ولقاء بركات ثم
الحديث بالتفصيل عن جمعيات مهن الانتاج الزراعي هذا ان مد الله في الآجال
واختم بقول الحق عز وجل
(و ما اريد ان اخالفكم الي ما انهاكم عنه إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله)

عبدالسلام العقاب
0914210983
wadalaqab@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى