راي

شاهيناز القرشي تكتب ..*ماذا لو أعلنت تقدم دعمها للدعم السريع؟* _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

*شاهيناز القرشي*

لو علم أغبياء الحركة الإسلامية خطورة دفع تقدم لإعلان تأييدها للدعم السريع وخطورة خروجها عن الحياد لما ضغطوا تقدم أكثر من ذلك، ولكن الخط الإعلامي الذي بني على حرب ستنتهي في 72 ساعة أو ستة أيام بالكثير كانت مهمته ضرب الثورة والثوار والمدنية بحجر وأحد، وإعادة الكيزان للحكم عبر البندقية لمعاقبة الشعب الذي ثار على الكيزان، إذا رجعتَ لأول أيام الحرب ستجد هذا الإعلام هاجم الثوار والكنداكات وغاضبون وكل رمزيات الثورة جنباً إلى جنب مع الحرية والتغيير، مع خروج الحرب عن الزمن المتوقع لدى الحركة الاسلامية ركز الإعلام على شتم وإتهام قوى الحرية والتغيير .

هذا الإعلام ليس لديه ما يقدمه إلّا تخوين وإتهام القوى السياسية لأن هذه خطته الأساسية ولم تتغير برغم فشل كل الخطة العسكرية التي بدأ الإخوان المسلمين على أساسها الحرب، و لأن هدف الحرب سياسي لن يتحقق الهدف مالم تضرب القوة السياسية المنافسة للحركة الإسلامية، ولكن فشل شيطنة تقدم هو مسألة وقت، وكل ما طالت الحرب سيرى الناس من هو الشيطان الحقيقي، الإدارة السياسية والإعلامية الفاشلة لهذه الحرب ستكون القشة التي تقصم ظهر الدبابة، وعليك أن تتذكر عندما طال أمد الثورة السلمية مل منها الناس وبعضهم غضب من طول أمدها وأصبحوا يرون في الثوار مخربين فقد عطلوا أعمالهم وأغلقوا الشوارع وتسببوا في ملء الجو بالغاز، وهذا ما سيحدث مع تطاول أمد الحرب التي لا يرى فيها المواطن فائدة له بل على العكس تشرد وخسر كل شيء والأرض تضيق به كل يوم، فسكان الخرطوم والجزيرة ودارفور وسنجة خذلهم الجيش وهيئة العمليات وكتيبة البراء بن مالك وليس تقدم، هم لا يتوقعوا من الدعم السريع إلّا أن يمارس ما تعود عليه ولكنهم لا يتوقعوا من الجيش التخلي عنهم .

*إذا أعلنت تقدم وقوفها مع الدعم السريع*

ستحل أكبر معضلات الدعم السريع وهي الشرعية التي ستجعله ينفك من ارتباطه بالجيش وحرصه على أن يقول بانه جزء من الجيش وانه لا يريد أن يكون بديل للجيش الرسمي للدولة، هذا الوضع الذي يحرمه من التعامل بشكل رسمي ومباشر مع الدول ويجبر الداعمين له على النكران ،ويحجم هذا الدعم، عبدالله حمدوك آخر رئيس وزراء شرعي لهذه الدولة والذي يحظى باحترام عالمي على عكس ما يصوره إعلام الأغبياء للمغيبين، قادر بكلمة منه على جعل ميليشيا الدعم السريع جيش رسمي أمام العالم وعندها ستنتهي كل نقاط التفوق لدى الجيش السوداني، ويحصل الدعم السريع على الطيران من الدول الداعمة لحمدوك، محاولة سجن تقدم أمام الشعب السوداني في فكرة أنهم الجناح السياسي للدعم السريع لعبة قصيرة النظر كانت تعتمد على حرب الستة أيام، لم يحسب الجيش أنه سيعادي كل الدول المحيطة وسيضغط مصر الداعم الوحيد والمشارك في هذه الحرب حتى الانفجار في وجه اللاجئين، لم يحسب انه سيدخل في نزاعات مع الإمارات في الأمم المتحدة، وسيماطل في المفاوضات مما سيكسبه عداء الوسطاء، الغباء السياسي والضعف العسكري والاقتصادي وحصر الأهداف في الانتصار السياسي والإعلامي للإخوان المسلمين جعل هذه الحرب خاسرة على كل المستويات، فعلى المستوى السياسي سأترك لك تخيل الدول التي ستدعم حكومة عبدالله حمدوك مقابل حكومة الإسلاميين،

ربما سيراهن البعض على العداء الذي نجح إعلام الكيزان على زرعه في نفوس البعض تجاه تقدم، تذكر يا رعاك الله إننا نتحدث عن دولة يحكمها حمدوك وإذا قررت أن تعمل ضد هذه الحكومة في هذه الظروف سيكون مصيرك السجن أو أن تظل تشتم من مناطق حكومة الكيزان ويمكنك أن تشتم كما تحب هناك، ربما يستحضر الناس النموذج الليبي في وجود حكومتين ولكن في السودان الدول الداعمة لحمدوك لن تقبل بحكومتين وستسعى بقوة للقضاء على حكومة تفصل بورتسودان عن السودان وإذا لم تمد حكومة حمدوك بالطيران ليضرب العمق في شرق السودان يمكنها أن تحيد طيران الجيش وتدمره .

السؤال هو
*لماذا لا تفعلها تقدم؟*

لأن تقدم تعلم أنّ الاعتراف بالدعم السريع كجيش يعني تقسيم السودان إلى أجل غير مسمى، فمهما كان الدعم الخارجي لن تستطيع أن تجزم بمدة الحرب التي ستعيد السودان كدولة واحدة، ولن تضمن دولة مستقرة لا تُضرب من جارتها التي يحكمها الكيزان مما يهدد المواطن والمنشآت والاستقرار، هذا موقف يحمد لتقدم أنّها لم تجازف بتقسيم السودان، ولازالت تسعى لإنهاء هذه الحرب، وكذلك تقدم تعلم أنّ القضاء على مؤسسة الجيش لن يكون لصالح أي طرف حتى الدعم السريع نفسه فتحويل السودان إلى دولة مليشيات يعني أنه لن ينعم أحد بالأمان ولن تذهب هذه الدولة للأمام وستصبح كحكومة وشعب مهدد مهما بلغت قوتك العسكرية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى