شاهيناز القرشي تكتب …*العقلية العسكرية* *فكرة العميد طارق الهادي نموذجاً* _ بعانخي برس
بعانخي برس

*شاهيناز القرشي*
أولاً وحتى لا يؤخذ مقالي كمهاجمة لشخص أنا ركزت على فكرة معينة طرحها العميد لنقدها وأنا أحدد هذه الفكرة لمناقشتها
تدور فكرته عن أن تأمين قرية وضرب مثلاً بالتكينة على أنه يحتاج إلى كتيبة من ٨٠٠ جندي و٣٥ عربة قتالية وحسب عدد قرى الجزيرة وقال تحتاج إلى مليون جندي لحمايتها.
تعامل العميد مع الجنود وكأنهم أكوام رملاً تظل ثابتة في مكانها وأن لا تشكيل عسكري معلوم في العلوم العسكرية قادر على تغطية المساحات بجنود وآليات أقل مع أنّ طارق الهادي نفسه لديه فيديو يقول فيه أن قناص واحد قادر على اعاقة تقدم كتيبة.
تساءلت وأنا أستمع للعميد طارق الهادي كجاب، ماذا لو انتشر الجيش حول عدد من القرى في شكل قوس أو نصف دائرة؟ ماذا لو شكل صندوق محسوب المسافات (ليتجنب أن تقصف التجمعات ويحمي أكبر مساحة حسب مدى الأسلحة وسرعة السيارات) وكان الصندوق حول أكبر عدد من القرى مع وجود قوة متمركزة قادرة على إسناد أي ضلع يتعرض للهجوم؟ لا يمكن أن يكون التكتيك أثناء المعركة يعتمد على فكرة واحدة وإذا لم تتوفر معطيات الفكرة قلنا هذه معركة لا يمكن للجيش خوضها، السؤال الذي يجب أن يطرح لطارق الهادي هل يمتلك الدعم السريع مليون جندي لذلك سيطر على هذه المساحات؟ أم امتلك تكتيك اعجازي مكنه من الانتشار؟ عندما تخبرني عن سبب تراجعك عن مناطق من المفروض أنك كنت تسيطر عليها فذلك يعني أنك تفسر لي سبب سيطرة الطرف الآخر على ما فقدته، هل هذا سبب غياب الجيش من مدن العاصمة واختفاءه في أول شهر من المعركة؟ هل هذه هي العقليات التي عجزت عن إنتاج خطة لتأمين مدينة واحدة من مدن العاصمة الثلاث ليلجأ إليها سكان العاصمة؟ ماذا لو أمّن الجيش مدينة بحري بكل ما يملك من قوة وخلق منها مساحة نزوح آمنة تجنب ملايين السكان التشرد في الفيافي والقفار؟،واخترت مدينة بحري بالذات لإنها ليست العاصمة الإدارية والتي تعتبر نقطة ساخنة وهدف استراتيجي للطرفين ،وليست طريق إمداد الميليشيا ( أمدرمان) التي ستصارع بقوة للسيطرة عليها، وتشتمل بحري على عدد من المصانع والقدرة على الوصول لمصادر المياه، وامتداد ريفي شرق النيل قادر على تأمين بعض المحاصيل ومصفاة الجيلي الاستراتيجية ، عزل مدينة بحري من مشاة الدعم السريع كان يحتاج لإخراجهم منها والسيطرة على الكباري، أنا لا أقول أنّ هذا شيء بسيط وكان من الممكن تنفيذه بكل سهولة ولكن أيضاً في المقابل من يقوم بهذا الفعل جيش دولة وليس شركة حراسات أمنية بمعنى امتلاكه للأدوات والآليات والأرض والخطط التأمينية جيش دولة قرر أن يخوض معركة داخل بلاده مع سلاح يخصه وهي نفس المعركة التي تفادها بوتين بجيشه العظيم ورأى أن حسابات المعركة ستضر ببلده وبالمواطن فعالج الأمور بطريقة تستحق التصفيق برغم قدرته على سحق فاغنر، ولا تخبرني عن سيطرة الدعم السريع المسبقة على بعض المناطق فلازالت خطاباتكم عن تسللهم للمطار ودخولهم لبعض المناطق الاستراتيجية وعن أن الجيش قد أخرجهم منها مبذولة في الميديا .
اخر ما أود أن أقول أنا مواطنة عادية أراقب الأحداث بشفقة على وطني والمواطن ولكن هنالك مخابرات وخبراء عسكريين في الدول المجاورة وفي كل العالم يرون الوضع بعين العسكري والحسابات العسكرية ولا يعنيهم كثيراً ما تقولون ربما فقط يقيّمون الضابط والعسكري السوداني من خلال ما يقول، أما عن المعارك في الأرض في عهد الحروب المبثوثة على اللايف كل شيء مكشوف وواضح.