راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ بصيص أمل في عتمة الحرب: لماذا نحتاج إلى الحديث عن الانتحار في السودان؟ ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

في العاشر من سبتمبر من كل عام، يتجدد الحديث عن قضية تُلفّها هالة من الصمت والوصمة: الانتحار. إنه اليوم العالمي لمنع الانتحار، فرصة للتكاتف وتغيير الطريقة التي نتحدث بها عن الألم النفسي. وفي ظل ما يشهده السودان من حرب طاحنة وتداعيات إنسانية واقتصادية ونفسية قاسية، يصبح هذا اليوم أكثر أهمية وإلحاحًا. فبينما يندر وجود إحصائيات دقيقة حول الانتحار في البلاد، إلا أننا لا يمكننا أن نتجاهل علامات الإنذار التي تنذر باحتمالية تزايد حالات اليأس التي قد تدفع البعض إلى التفكير في إنهاء حياتهم.
تتجاوز تأثيرات الحرب مجرد الدمار المادي وسقوط الضحايا. إنها تخلّف ندوبًا عميقة في الصحة النفسية للمجتمع. فمَن لم يختبر الرعب والخوف بشكل مباشر، يعيش القلق من فقدان أحبائه، أو النزوح من منزله، أو الفقر المدقع الذي بات يهدد الكثيرين. هذه الصدمات المتراكمة، مصحوبة بغياب شبكات الدعم الاجتماعي وانهيار الخدمات الصحية، تخلق بيئة خصبة لانتشار الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة. إن الحديث عن هذه المشاعر ليس ضعفًا، بل هو خطوة أولى نحو الشفاء.
لقد اعتاد مجتمعنا على الصمت. تربينا على أن “الشكوى لغير الله مذلة”، وأن طلب المساعدة هو عيب أو إظهار لقلة الحيلة. لكن هذه الأفكار الخاطئة أصبحت تشكل عبئًا خطيرًا، خاصة في ظل الأزمة الراهنة. إن الحديث عن الصحة النفسية، عن الخوف واليأس، عن الشعور بالوحدة، هو السبيل لكسر هذا القيد.
الوقاية من الانتحار ليست مهمة الحكومات والمنظمات وحدها. إنها مسؤولية جماعية تبدأ من كل فرد في المجتمع. عندما نتوقف عن الحكم على الآخرين، ونتعلم الاستماع بصدق وتفهم، فإننا نفتح بابًا للأمل، فأسأل بصدق، و استمع بإنصات، فأحيانًا، كل ما يحتاجه الشخص هو أن يشعر بأنه مسموع. محادثة بسيطة يمكن أن تمنح شخصًا يعاني شعورًا بالارتباط والأهمية، وقدّم المساعدة إذا رأيت شخصًا يعاني، شجّعه على طلب المساعدة المتخصصة. قد يكون هذا الدعم من طبيب نفسي أو مستشار أو حتى من منظمة مجتمعية، ثم كن قدوة وتحدّث عن مشاعرك وتجاربك. عندما نكسر حاجز الصمت، نشجع الآخرين على فعل الشيء نفسه.
إن كل حياة مهمة، وكل قصة تستحق أن تروى. في هذا اليوم، دعونا نجدد التزامنا بأن نكون جسورًا للأمل، لا أحكامًا، وأن ندعم بعضنا البعض باللطف والاحترام والتفهم. ففي عتمة الحرب، قد يكون بصيص الأمل الذي نمنحه لغيرنا هو الضوء الذي ينقذ حياة.
واخيرا: تحدث بصدق، كيف يمكننا أن نصبح مصدرًا للدعم لمن حولنا في هذه الأوقات الصعبة؟ وما هي رسالتك للأمل اليوم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى