راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ أسبوع الدراية الإعلامية والمعلوماتية.. تحديات وحلول في عصر المعلومات ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا والمعلومات، وتزايد الاعتماد على المنصات الرقمية كمصدر رئيسي للأخبار والمعرفة، يأتي الاحتفال بالأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية ليؤكد على أهمية تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للتعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات وتقييمها بشكل نقدي.
من التحديات التي تواجه الدراية الإعلامية والمعلوماتية، انتشار الأخبار المزيفة وتضليل المعلومات، والتي تمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهنا اليوم. بسهولة إنشاء وتداول المحتوى عبر الإنترنت تتيح الفرصة للعديد من الجهات لنشر معلومات كاذبة بهدف التأثير على الرأي العام أو تحقيق مكاسب شخصية، ولا تزال هناك فجوة كبيرة بين الدول المتقدمة والنامية في مجال الوصول إلى الإنترنت والمعلومات. هذه الفجوة تؤدي إلى تفاوت في مستوى الوعي بالدراية الإعلامية والمعلوماتية، مما يجعل بعض الفئات أكثر عرضة للتضليل والاستغلال، كما تتطور التقنيات بسرعة كبيرة، مما يجعل من الصعب مواكبة التغيرات المستمرة في مجال الإعلام والمعلومات. ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، على سبيل المثال، يفتح آفاقًا جديدة لإنتاج محتوى واقعي للغاية، مما يزيد من صعوبة التمييز بين الحقيقي والمزيف، كما تلعب الخوارزميات دورًا كبيرًا في تحديد المحتوى الذي يظهر لنا على منصات التواصل الاجتماعي. هذه الخوارزميات قد تؤدي إلى تكوين فقاعات معلوماتية، حيث يحيط الفرد بمعلومات تتوافق مع آرائه ومعتقداته، مما يحد من فرص التعرض لآراء مختلفة.
تلعب المدارس والجامعات دورًا حاسمًا في تعزيز مهارات الدراية الإعلامية والمعلوماتية لدى الطلاب. يجب أن تشمل المناهج الدراسية موادًا تعليمية تركز على تدريب الطلاب على التفكير النقدي، فيجب أن يتم تدريب الطلاب على تحليل المعلومات وتقييم مصادرها، والتمييز بين الحقائق والآراء، وتعريف الطلاب بمختلف أنواع التحيز في الإعلام، مثل التحيز التأكيدي والتحيز الانتقائي، ويجب أن يتعلم الطلاب كيفية استخدام الأدوات الرقمية للتحقق من صحة المعلومات والبحث عن مصادر موثوقة.
تقع على عاتق وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في نشر الوعي بأهمية المعلومات الدقيقة والموثوقة. يجب على وسائل الإعلام أن تلتزم بالمصداقية والشفافية بتقديم معلومات دقيقة وموثوقة، وأن تكشف عن مصادر معلوماتها، وتتجنب التضليل والتلاعب بالحقائق لتحقيق أهداف سياسية أو تجارية، ويجب أن تشجع وسائل الإعلام على الحوار والنقد البناء، وأن تتيح الفرصة لجميع الأطراف للتعبير عن آرائهم.
يعد حماية الأطفال والشباب من مخاطر الإنترنت والمعلومات المضللة أمرًا بالغ الأهمية. يمكن تحقيق ذلك من خلال التعاون بين الأسرة والمدرسة، فيجب أن يتعاون الأهل والمعلمون لتوعية الأطفال والشباب بمخاطر الإنترنت، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لحماية أنفسهم، ويجب وضع قوانين وتشريعات صارمة لمكافحة انتشار الأخبار المزيفة وحماية خصوصية المستخدمين، ويجب تطوير أدوات تقنية تساعد على اكتشاف وتصنيف المعلومات المضللة.
في الختام، يعتبر الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية فرصة لتسليط الضوء على أهمية هذه القضية، وحشد الجهود لمواجهة التحديات التي تواجهنا في عصر المعلومات. من خلال تعزيز الوعي وتوفير الأدوات اللازمة، يمكننا تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على معلومات دقيقة وموثوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى