دروب الحقيقة _ احمد مختار البيت _ تأثير الحرب المُدمر على البيئة والغابات والموارد _ بعانخي برس
بعانخي برس
تأثير الحرب المُدمر على البيئة والغابات والموارد
تعرّض الغطاء الشّجري في السُّودان منذ الثمانينات إلى عمليات تجريف حادة على نطاق واسع، وقطع جائر وغير منظّم لإنتاج الفحم النّباتي وحطب الحريق وحطب البناء، واستمر ذاك الخراب أو إن شئت قل الحرب لأكثر من 30 عاماً، دون أن يكون هناك تعويض للفاقد الهائل من الأشجار النّادرة والغابات، وأُفقرت البيئة والأرض تماماً، وحدث خلل في التّوازن البيئي، من مظاهره البارزة، حركة التّصحر المتسارع في مساحات واسعة من جغرافية السُّودان، وفي كل ولاياته وأقاليمه وموجات الجفاف المتتالية، وشح الأمطار والمياه، والإرتفاع الكبير في درجات الحرارة اغلب شهور السّنة، وتدهور المراعي الطبيعية، وتدني إنتاجية المشاريع الزراعية والغابية والبستانية. وباندلاع الحرب العبثية في 15 أبريل من العام 2023م والتي شملت أغلب ولايات السُّودان، ونتيجة لتعطّل صناعة غاز الطبخ واستحالة ترحيله وارتفاع اسعاره الى ارقام فوق طاقة المواطنين والنازحين، لجأوا إلى استخدام الحطب والفحم بكثافة، وازدادت عمليات قطع الأشجار في كل مدن وقرى وبوادي السُّودان بلا ضوابط أو رقابة، مع حالة الفقر المدقع والعوز التي تعرض لها المواطنون في مناطق الحرب. وتفيد تقارير لجان مناصرة البيئة، بأن أشجار الظل في المنازل والشّوارع، لم تنجُ من القطع غير المرشد، حيث استخدمت في صناعة الفحم
أو بيعت كحطب في الأسواق لأصحاب الأفران الانتهازيين، الذين فضّلوا الحلول السّهلة والرّخيصة على حساب بيئة الأجيال المقبلة. وقد أثّرت الحرب على البيئة وعلى الغطاء الشّجري والنباتي، وتأثرت بذلك الزّراعة والمراعي الطبيعية والثّروة الحيوانية بأنواعها والطيور والحيوانات البرية، وإذا لم تتوقّف الحرب، فإن كارثة المجاعة ستتضاعف، ويعم التّصحر مساحة السُّودان كله، وسينفق القطيع الحيواني، وسينطبق علينا المثل الشّعبي( ميتة وخراب ديار)
ولذلك على أهل السُّودان بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية ومنظماتهم المدنية والنقابية والمهنية، المؤمنين بمستقل الوطن العاملين من أجل شعبه، بذل أقصى جهود ممكنة وممارسة كل الضّغوط على أطراف الحرب لوقفها قبل انزلاق بلادنا إلى هاوية اللّا دولة، إن هذ الأمر، بات (فرض عين) على الجميع، ومسؤولية وطنية وأخلاقية ودينية ملزمة،