
.. حبوبتي ست النفر بت العوض من منطقة مساوي بالولاية الشمالية تزوجها جدي ودخليفة لينقلها لقرية المقل التي ترقد علي ضفة النيل، كان لحبوبتي غيمات ودائما ما تتحدث اليهن الا يدخلن حيطان البرسيم واللوبيا وقصب الناس ولا ياكلن حرام واذا احست حبوبتي بت العوض ان احدي غيماتا تجاوزت الحدود وما سمعت الكلام طوالي تقوم علي سوق المقل وتبيعا بقرش ولا قرشين فهي امرأة تخاف الله في حقوق الناس، كما انها لا تحب اللف والدوران والبصبصة.
وان كان حديث نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار لولاة الولايات في القضارف قادني لذكري حبوبتي بت العوض (رحمها الله برحمته) بحرصها علي الحق.
فكلام عقار للولاة بالقضارف حار ومر كالحنظل ورسالة قوية من دون لف ودوران وبصبصة وقد تحدث واخبرهم صراحة بانه كان واليا وبعرف كل صغيرة وكبيرة حتي الورقة البيضاء وطربيزة الحكومة وطربيزة الوالي من دون فاتورة، وان كان عقار رمي تلك الجدعات لولاة الولايات بطريقتة الفكاهية ولهجته المعروفة غير انها تحمل عدة اشارات وتوجيهات تنفيذية وسياسية تؤكد ان الفساد الذي ولد صغيرا تربي وبات كبيرا حيث لايمكن القضاء عليه الا بتطبيق القانون، فتفصيل الجلابية التي فصلها نائب رئيس مجلس السيادة وقدمها للولاة مجانا وهم في حالة من التفكير بل منهم من صفق وابتسم للحديث والنقد والاتهام الواضح والمكشوف من دون تحريك ساكن، فقد رمي الرجل حجرا في قلب بركة ساكنة اسنه (الفساد) غير ان الصمت لازمهم ولم يصرخ احدا منهم رافضا حديث عقار مدافعا عن نفسه وزملائه بل ركنوا متسمرين علي مقاعدهم.
فحقيقة كلام الرجل يحمل الكثير من الاشارات القوية الصريحة فكنت اظن منهم من يدفع باستقالته بعد حديث عقار ومن دون تردد، فلم يحدث ذلك ولن يحدث فكانت النتيجة مخيبة للامال.. (ولاة الولايات لم ينجح احد.)
(خمة نفس)
نقول لوالي الجزيرة كما قلناه من قبل للذين سبقوك حكاما وولاة.. من اين ستبدأ.!!
(خمة نفس)
محلية ودمدني الكبري في حالة غيبوبة وموت سريري.