(خمة نفس)
عبدالوهاب السنجك
الاشاعة وانداية ماميتو..
. من اخطر المعلومات المضروبة التي تتداول مابين المواطنين هي الاشاعة والتي دائما من تنطلق بسرعة بزيادة جملة او رقم، مابين مصدق ومكذب واخر متحدث كأنه كان حضورا لتلك الواقعة اوالحدث .. منهم من يقول معقول.. والله حكاية غربية ولكن ممكن تكون صحيحة اي (كلام منطقي ولكن مش معقول) .. واخر متحدثا بثقة.. انا ما قلت ليكم قبل كدا انو الجماعة ديل ما حيقيفوا موقف المتفرج لانو الطلقة الاولي كانت من بنادقهم وهم من اطلق الاشاعة وشغالين (المديدة حرقتني) لمن البلد ولعت ومن المتوقع يكون في انقلاب كمان وهكذا تنطلق الاشاعة وتتداول من شخص لاخر.
في اوائل سبعينات القرن الماضي بعد ان ضغط البوليس السياسي علي عضوية الحزب الشيوعي السوداني في الخرطوم كان تفكير قادتة السفر خارج العاصمة لترتيب اوضاع عضوية الحزب رأسيا وافقيا حتي لا تسقط قياداته علي يد البوليس السري او السياسي (كما يطلقونه عليه).
فارسل الحزب الشيوعي لمدينة الحصاحيصا التي وصفت بالنقطة الحمراء مجموعة من قيادات الصف الاول الذين دخلوها متنكرين متفرقين حيث لن يستطيعوا اللقاء والجلوس في مكان واحد خوفا من عيون البوليس، اذ كانت مقاهي السوق الكبير والمسجد العتيق لاتخلو من العيون التي كلفت للمتابعة والرقابة، غير ان ذكاء وفطنة قيادات الحزب اخرجت الرقابة والقبضة القوية من دائرتها البوليسية، باشارة قيادي بان الوضع يتطلب احراج البوليس السياسي بل هزيمتة ببث أشاعة تتناقل بين المواطنين وعلي يكون هنالك اجتماع في مكان امن وغير مرصود بعيدا اعين البوليس السري
وبعد تفكير عميق بعث احدهم بجملة قصيرة، كتبت علي قطعة من علبة سيجاير روثمان فارغة (انداية ماميتو.. عليكم بلبس العراريق والطواقي والسراويل فانتم تجار حمير وعلينا بحجز الانداية وننزل البيرك (العلم الابيض) لتكون الانداية محجوزة تماما يمنع الدخول اي زول ليها.
.. دخلت القيادات (تجار الحمير) فرادا بعد التأكد من الشخصية وتم انزل( البيرك) من علي ساريتة واغلق الباب بوضع قطعة حديد كبيرة علي ظهره.
مناداة لها.. نحنا ما عايزين نشرب مريسة وحندفع ليك حقها كلها بس ممكن ترسل لينا واحد يجيب عتوت للفطور وهاك حق المريسة كلوا..
قالت.. باستغراب دا كلام شنو دا كمان انتوا ما عايزين تظبطوا راسكم وتشربوا كم عبار من مريستي الماخمج وشايفاكم ما من ناس البلد دي.
اجاب.. صحيح نحنا تجار حمير جايين من بعيد وعندنا حسابات واحسن مكان سمح الا اندايتك دي يا السمحة ست الكل ما انتي عارفة السوق للغاشي والماشي وسلام وكلام بلا فايدة.
..وبعد نقاش هادئ الذي ضم قيادات الحزب ورائحة الشية تسيطر علي المكان، خرجت جلسة الاجتماع بكامل عضويتها القيادية علي ان يتم اطلاق وبث اشاعة قوية ترسل من الانداية تحمل بأن الحكومة افشلت مخطط انقلابي والقت القبض علي المجموعة التي كانت تخطط لتلك العملية الانقلابية حتي تنشغل الجهات الامنية والرسمية بتلك الاشاعة من دون معرفة مصدرها فقد كان ما خطط له حدثا تناقلتة الالسن بصوت عال واخر همسا وهمهمة خوفا من قبضة البوليس السياسي، فدخلت الحكومة في دوامة من التوجس والتخبط والبحث عن مصدر الاشاعة
كل ذلك تم بعد عملية انزال البيرق (العلم) من علي سارية انداية ماميتو، اما الان بعد ان بات العالم قرية صغيرة يمكنك ان تطلق الاشاعة وانت تخلف رجل علي رجل ، فقط بوضع اصابعك علي سطح الموبايل او جهاز اللابتوب معلنا انتهاء الحرب العبثية في الخرطوم وتشكيل. حكومة عسكرية وتكليف جنرالات ولاة للولايات المختلفة، حيث ماذكر اطلقه كاتب مبتدئ علي صفحتة اشاعة ضارة من دون التأكد من المعلومة في الوقت مطالبة الجميع بالتماسك لاجل دحر التمرد. فكان للواء محمد عثمان ولاية البحر الاحمر واللواء اسامة العوض ولاية الجزيرة واللواء فيصل محمد الحسن ولاية شمال كردفان، نازعا عنهم رتبة هيئة الاركان تلك علي ( صفحتة بالفيس بوك) ومجموعات الواتساب التي جاءت بابرز المرشحين لتولي المناصب التنفيذية ولاة لثلاثة ولايات هامة مستقرة امنيا وسياسيا واجتماعيا.
فمثل هذه الاشاعة المسمومة المضروبة ان َكانت بقصد او بدون قصد تدرج في خانة الاخبار الكاذبة الضارة بمصلحة الوطن فهل وضع محرر الصفحة نصب عينه خطورة النشر من دون التأكد من المعلومة ام انه اراد ان يشغل الراي العام في هذا الوقت تنفيذا لاجندة لجهات داخلية او خارجية تريد َزعزعة مواطني هذه الولايات الامنة المستقرة.
(خمة نفس)
جيش واحد شعب واحد.
