* كنت كلما زرت ولاية من ولاياتنا سالت من قابلت من أهلها عن مدى رضائهم عن واليهم فوجدتهم يتفقون فى انهم لايعرفون عنه شيئا والسبب بعيده عنهم وعن قضاياهم الشئ الذى يجعلهم يفتقدون وجوده الميدانى بينهم
* فيقفز فى ذهنى كل مرة السؤال : كم والى الان هو نجم بعطائه وفاعليته يعرفه أهل ولايته وتتجاوز نجوميته حدودها ويتمناه الآخرون واليا عليهم .؟؟. وهل نجد اكثر من اثنين يعرفهم أهل ولاياتهم ويحسون بهم وباثرهم ؟ وماذا يعمل البقية فى ظل هذه الظروف التى تمر بها البلاد والتى تتطلب أن يكون مكتب الوالى بين الناس
* والوالى عند المواطن اهم من الوزير الاتحادى فهو الحاكم المسئول عن شئونهم اليومية والوزير الاتحادى فى النظام الفيدرالى دوره التخطيط والسياسات والعلاقات الخارجية ولايتم عمله بالولايات الا بالتنسيق مع وزارة الحكم الاتحادى
* والوالى الذى لايكون فاعلا يضر بولايته واهلها ومااكثر هؤلاء الان
* فهل ونحن نريد من حكومة الامل أن تنجح نجعلها تسير بساق التخطيط والسياسات والعلاقات الخارجية وحدها والساق الثانى مشلول بولاة بعيدين عن حياة الناس والعمل الميدانى والاهتمام بقضايا الناس
* وهل مجلس السيادة الذى من سلطته تعيين وإقالة الولاة بحسب الوثيقة الدستورية المعدلة سيعيد النظر فى الولاة بفقه الضرورة لانجاح حكومة الامل لتسير بساقين سليمين للامام ام سيبقى الوزراء الاتحاديين وزراء وجاهة فى بورتسودان ويعانى الناس فى خدماتهم التى هى مسئولية الولايات المباشرة
* اننا بحاجة إلى ولاة يتحولون إلى نجوم بعطائهم والتصاقهم بالمواطن وارتباطهم به وباثرهم فى حياته ففى عهد الإنقاذ ماقبل سنواتها الأخيرة كانت تدفع باقوى عناصرها للولايات فكان الولاة نجوما وذوى أثر وكاريزما وقرار وكان أى مواطن بالبلاد يعرف ولاة كل الولايات
* فلابد ان أردنا القومة فى المرحلة المقبلة من أن يتزامن تشكيل الحكومة الاتحادية مع إعادة النظر فى حكومات الولايات لنعبر بساقين قويين سليمين
* ولابد من مراعاة قدرة الوالى اى والى على التغلغل فى المجتمع وتحريكه والتأثير فيه فمرحلة البناء بحاجة لذلك
* وقد استاء أعيان الولاية الشرقية إياها عندما رشحوا قبل مدة الجنرال الدكتور حسن التجانى واليا عليهم وتفاجاوا بمطابخ القرار تأتيهم باخر لم يتجاوبوا معه ولم يفعل هو شيئا يذكره به الناس حتى الآن
* إن المرحلة وتحدياتها بحاجه الى ولاة بحجم تحدياتها فالتركيز على الوزراء الاتحاديين لن يفيد فى نظام حكم يقوم على ثلاثة مستويات اى منها اذا ماكان مشلولا يعطل ايقاع حركة الماكينة
